مناجات الملك عبدالله في الكنيسة
الاب محمد جورج شرايحه
21-11-2018 06:33 PM
ان فوز جلالة الملك عبدالله الثاني بجائزة تمبلتون للعام 2018 ، رسالة للعالم كله ، مفادها ان الاسلام الحقيقي هو الذي مازال يبني حضارات التسامح والمحبة، وان بني هاشم رواد ذلك الفكر الوسطي المعتدل هم من حافظوا على ارث الاجداد ،ومن حمل هذا الارث العريق اليوم هو عبدالله بن الحسين ،الملك الانسان ، الذي استطاع ان يرسي الحب والسلام في بلاده، رغم حدوده الملتهبة بالكبريت والنار ، والظروف الاقتصادية المريرة.
وفي كلمة جلالته في كنيسة كاتدرائية القديس بطرس وبولص في واشنطن دي سي، سرد وجيزا في تاريخ الخلاص الذي اعده الله سبحانه وتعالى للبشر على يد الانبياء، متطرقا للحدث المفصلي في انطلاق رسالة السيد المسيح بعد معموديته في نهر الاردن على الضفة الشرقية، ومتحدثا عن زيارات نبي الاسلام الكريم ارض الاردن الطهور وكيف تأسس العيش المشترك والوئام الديني، بين المسلمين والمسيحيين في الأردن من وقتها.
واذا عرفنا الصلاة بأنها صلة الانسان مع ربه،مناجات روحية يعبر فيها الانسان عن مكنون نفسه،تطويع ذاته لينة بين يدي الخالق ، فأن جلالة الملك قد كشف لنا اسس تلك العلاقة الفريد بين العبد وربه في جهاد روحي مستمر لخصه بمايلي :
"إن أولي العزم من الرسل كانوا في رحلة كفاح داخلية وذاتية مضوا فيها طاعة لأوامر الله، وأولى خطوات هذه الرحلة تبدأ بجهاد النفس داخل كل شخص فينا، سعياً لنكون على أفضل صورة "
واضاف "الجهاد الأكبر هو الصراع الداخلي للتغلب على حب الذات والغرور، وهو الصراع الذي نتشارك فيه جميعاً سعياً لعالم ينعم بالسلام والوئام والمحبة."
نعم لقد اكد جلالة الملك على سبل العيش المشترك،نهج حياة للانسان الصالح الذي يشترك مع اخوة له بالبشرية في الايمان بالاله الواحد خالق السماء والارض.
اللهم احفظ جلالته وشعب الاردن الامين في عنايتك يا ابا المراحم كلها، اللهم امين .