ذكرت وكالة عمون الإخبارية، ان طفلة - في احدى مستشفيات الجنوب- قد ولدت من غير لسان قبل يومين، وقال بعض الأطباء المختصين ان هذه الحالة تعد من الحالات نادرة الحدوث، نتجت عن تشوه خلقي للجنين أثناء الحمل، وتوقع أحد الجراحين ان تجرى لهذه الطفلة بعض العمليات الجراحية في محاولة لمساعدتها على مضغ الطعام مستقبلاً..
أنا متعاطف جدّاً مع أسرة هذه الطفلة وأتمنى ان تتلقى الجراحة اللازمة وتمارس حياتها بطبيعية وأقصد بكلمة طبيعية: (كما يمارس مئات الملايين من العرب حياتهم)، الأطباء وحدهم من يستطيع تطمين الوالدين على حالة وصحة الطفلة في المستقبل، أما نحن ككتاب ساخرين ومراقبين..فنستطيع ان نطمئنهم على مستقبل المولودة الاجتماعي والسياسي...ففي هذه الأيام الخماسينية من فصل الديمقراطيات العربية... من يملك لساناً او لا يملكه في الحالتين سيّان..هناك 300 مليون عربي لديهم عضلة تلوك الطعام لكنّها لا تلوك ''التعبير'' أبدا..لذا أنا ؟ من زاويتي- لا اعتبر الطفلة تعاني من أي تشوهٍ خلقي..بقدر ما أعتبرها تعاني من تشوه ديمقراطي.
.. وبما ان بعض الدراسات تشير إلى أن أقواماً وسلالات بائدة كانوا يتمتعون بمواصفات خاصة، من طول للقامة وقوة فريدة للبنية.. كي يتغلبوا على الجغرافيا ويتكيفوا مع البيئة المحيطة أو الحياة البدائية، ثم تقلّصوا مع تقدم الحضارة، ووصلوا إلى حجمنا الحالي..فإن ما سبق قد ينبئنا أن الأجيال العربية القادمة قد تولد مهندسة ديمقراطيا وسياسيا..بلا ألسنة.. وأحياناً بلا عيون أو آذان أو أيادٍ.. وبالتالي سيصبح المواطن العربي في وطنه عبارة عن: ''بطّيخة تمشي على الأرض''..
ahmedalzoubi@hotmail.com
الرأي