لا جديد في الدعوة إلى تحالف خماسي في المنطقة؛ فهناك عملياًّ التحالف الرباعي المعروف الذي تقوده إيران والذي يضم بالإضافة إليها ثلاث دول عربية والبعض يُلحق بها لبنان على أساس هيمنة حزب الله الذي دأب زعيمه حسن نصرالله يفاخر ويفتخر بأنه مقاتل في فيلق الولي الفقيه، والحقيقة أن هذا البلد الجميل غدا معلقاً من رموش عينيه والدليل هو أنه بسبب التأثيرات الإيرانية غير قادر على تشكيل حكومة جديدة من المفترض أن سعد الحريري شكلها منذ فترة سابقة بعيدة.
لقد بقيت تركيا التي هي مقترحة لتكون الدولة الخامسة، أو السادسة إذا أخذنا وضع لبنان بعين الإعتبار، والتي هي كما هو معروف غير بعيدة عن هذه المجموعة المقترحة لهذ التحالف الجديد بإستثناء سورية .. نظام بشار الأسد، ويقيناً أنَّ المقصود بهذه المبادرة هو هذا النظام الذي هناك محاولات لتأهيله لأن يكون أحد أرقام معادلة هذه المنطقة الأساسية والرئيسية، وهذا مع أنه لا سيطرة له في هذا إلا على نحو ستين في المائة لا بل وأقل بكثير نظراً لأن الروس والإيرانيين لهم السيطرة الحقيقية في ما سميّ :»سورية المفيدة»!!.
والواضح ..لا بل المؤكد أن رجب طيب أردوغان يعرف تماماً دوافع محاولة إقامة مثل هذا التحالف وأن المقصود بدعوته للإلتحاق به هو «تطبيع» علاقات بلده تركيا مع نظام بشار الأسد وإبعادها نهائياً عن بعض الدول العربية وإدخالها تحت عباءة السيد على خامنئي وإلحاق مواقفها وعلى نحو تبعيّ بمواقف روسيا الإتحادية التي يحاول فلاديمير بوتين إستعادتها لمكانة الإتحاد السوفياتي عندما كان في ذروة تألقه في خمسينات وستينات القرن الماضي.
ولعل ما يمكن «القطع» به وبصورة نهائية أن أردوغان لا يمكن أن يستجيب إلى هذه الدعوة وإنه من المستبعد جداًّ أن يقوم على هذه الخطوة وأنه في هذا المجال سيبقى يناور ويداور ويتحرك في المساحات الرمادية، إذ أن هناك علاقات بلده بالولايات المتحدة التي شهدت في الفترة الأخيرة بعض الإنتعاش وهناك موقفه الحازم تجاه نظام بشار الأسد والأسباب هنا يتداخل فيها السياسي مع المسألة الطائفية، ثم وأن الرئيس التركي يعرف أنه لا ثقة بهذه الـ»إيران» التي بقي العداء معها متوارثاً منذ المرحلة الصفوية.
وعليه؛ وفي الأحوال كلها فإنه إذا تمت الإستجابة لهذه الدعوة وأنْشىء هذا التحالف فإنه سيضطر آخرون لإنشاء تحالف مضاد مما يعني أن هذه المنطقة ستدخل قريباً وعلى المكشوف صراع تحالفات أو أحلاف وعلى غرار ما كانت عليه الأمور في خمسينات وستينات القرن الماضي وربما أكثر كثيراً .. والسؤال هنا هو : وأين سيكون مكان إسرائيل في هذه المستجدات إن نجحت هذه الدعوة فعلاً؟.. والواضح أنها لن تنجح والسبب أنه من المبكر جداًّ توقع إعادة تأهيل نظام بشار المصرّ على ما يسمى :»سورية المفيدة» وعلى «توطين» الإيرانيين في هذا البلد العربي وبطريق منهجي وبأعداد كبيرة.. وبدون لا خجلٍ ولا وجلٍ.. وعلى عينك يا تاجر!!.