يوم آخر واسبوع آخر والسماء تضن علينا بالماء. الارض يابسة مثل عروق الندم.
لا مزاريب « تشكع» ولا اولاد يعودون مبللين بالمطر.
دفء وشمس ساطعة ومنا من نسي الشتاء واستبدل السُتر الثقيلة بالقمصان الخفيفة.
الاطفال لم يعبأوا لنشرة الاخبار الجوية ، وظلوا يلعبون في» الحارات» حتى منتصف الليل.
السماء جافة ، والغيوم تعبث بأعصابنا. تظهر مرة وتتجمع في كبد الصفحة السماوية فنظن ان المطر قادم لا محالة. ومرة تغيب وتتوزع مثل اغنية قديمة لتظهر الشمس،
وكان يا ما كان .. شتاء
حبات الكستناء التي اشتريناها تنتظر بردا قاسيا ومطرا يغرق الشوارع وخبطات على الشبابيك المترنحة صوب الافق. والزوجات اعدن»هيكلة» الصوبات وغيرن» الفتيلة» القديمة بأخرى من اجل التمتع بشتاء وافر العطاء.
الاولاد لم يشبعوا من الشجار الاخوي في الغرفة المخصصة للجلوس العائلي. كلهم ينتظرون ان يدق الشتاء اعناق الشوارع ويلوي جذوع الاشجار. بينما القطط لم تبرح باب عمارتنا . بل ان مواءها بدا ساذجا بطيئا واحيانا كنت احس ان القطة «ميجو» وهي قطتنا «حصريا» ، بدت تتثاءب مللا بعد ان اعياها انتظار المطر.
ترى اين ذهب الشتاء؟ من سرق حبات المطر واقنعها بالبعد عنا؟ من»لعب»بعقلها وجعلها «تغيم» عندنا و»تمطر» في بلد آخر؟ تماما مثل دجاجتنا الخائنة التي تضع بيضها في»خم» الجيران.
سأرسل»مسجا» الى المطربة فيروز»
عزيزتي فيروز: نسينا الشتا.. مع اننا ملتزمون بسماع اغانيك»
حوّل..،..!!