( مُناجاةٌ بينَ يَدَي طه )
20-11-2018 11:58 PM
قصيدة للشاعر هاني الرفوع ٢٠/١١/٢٠١٨
لِلْعِشْقِ فــي خافِـقِ الـمُلْـتاعِ أَســـرارُ
يَـبْتَـزُّها بَعْدَ طـــولِ العَـهْـدِ تَذْكـــارُ
فَيَنـْكَـأُ السُّهْــدُ أنّـــــاتٍ مُـعَـــتَّـقَــــةً
تَـزُفُّـهــا لِلُـهـاثِ الشَّـــوقِ أوْطــــــارُ
وَكُــلـّمـا عَـصَـفَـتْ بالصَّبِّ طـارِقــَةٌ
مِنَ الهَوى، وَاكْتَوَتْ في القَلْبِ أَعْشارُ
أَوَتْ إلـى الشِّعـْـرِ لَوْعـاتٌ مُكَتَّـمَـةٌ
نَشيـجُـهـا مِـنْ ضـِرامِ الوَجْـدِ مِدْرارُ
وَ أَيّ شـِــعْـرٍ - نـَبـِيَّ اللهِ - يُسْعـِفُـني
وَ شَـأْوُ قَـدْرِكَ لا تَرْقـاهُ أشـعــــارُ؟!
وَكيـفَ يُـعْـذَلُ مَـنْ "طـــه" مُــتَيّمُــهُ
وكيــفَ يَصْبرُ مَـنْ آهــاتُــهُ نـارُ ؟!
بَحْري " بَسيطٌ " و أَلْفاظي مُهَلْهَلَـةٌ
وَكُـلُّ قافِـيَـةٍ – مَـوْلايَ – تـَحْـتــارُ!
مُزْنُ البَشاشَــةِ مـِنْ عَينيــكَ هاطِـلـَةٌ
حَصادُها في قُلـوبِ الـخَلْـقِ إِكْـبـارُ
وَ نــــــورُ هــَدْيــِـكَ دُرِّيٌّ تَــوَقُّـــــدُهُ
إذا أشـاحَـتْ عَــن الـعُـبّـادِ أَنــوارُ !
رِحــابُ جـودِكَ للِمَحْرومِ مَرْحـَمَـةٌ
وَ زُهْـدُ نَفْسِكَ فـي الأَشْـيـاءِ إيـثـــارُ
خُذْ بَعْضَ روحي ـ أبا الزّهـْراءِ ـ مُتَّكَأً
لِـظِـلِّ نَعْـلَيكَ حَيْـثُ الرَّمْـلُ نَـوّارُ
وبَعْـضها فَلْيَكُنْ طـَلّاً على جَـبَـلٍ
تَوَسَّدَ الطُّهْرَ في عِـرْنـينِهِ "الـغـارُ "
"حِــراءُ "، يا رَوْضَـةً للِذِّكرِ خاضِلـَةً
أَديـمُها مِـنْ شَذى التَّنْزيــلِ مِعْطــارُ
و"أحمدٌ " فيـكَ يُرْخـي حَبْلَ خاطِرِهِ
تَـفـَكُّـراً، وَ الـدُّنـا غَـيْـبٌ و أسْـتــــارُ
"اِقْرأْ" فَرَفَّـتْ عـلـى الأكــوانِ بارِقَــة ٌ
تاقَـتْ إلـيـهـا غَـيـاباتٌ وَأَسْــحــــارُ
"اِقْرأْ" دَنَتْ وَ تـَدَلَّتْ، والمـَدى حُـلَلٌ
مِـنْ أنـْجُمٍ، وَ ظِـلالُ الذِّكْرِ أقمـارُ
ما زالَ ذاك َالنِّداء ُالسّرْمَدِيُّ صَـدَىً
إلـيــهِ تَـرْحَـلُ أسْـمــاعٌ و أبـصــارُ
يا سَيـِّدي، وَ أَكُفُّ الغَيْمِ تـَحْمِلُني
في أُفْقِ مَدْحِكَ وَالأضْـواءُ أطْيـــارُ
وَ خاطري في أَثيـرِ الطِّيـبِ مُرْتـَحِلٌ
يَـغْشـاهُ مِـنْ أَلَـقِ الهـالاتِ إبـْهــــارُ
تَشُدُّ فِكْري إلى الأشجــانِ أشْرِعــةٌ
يَلـوكُـهـا في عُبابِ الـهَـمِّ إعْصـــارُ
وَكلّما ضجّت الأطلالُ وانتحبتْ
خرائطُ الضّاد، شقّتْ صَدرها الدارُ
فَـأُمّـَةُ البِـرِّ عـَقّ الصُّبـْحُ مَشْرِقَـها
مَعـينُها بَعْدَ صَفْـوِ الغَيْثِ أَكْــدارُ !
هذي حَمائِمُ دَوْحِ "القُدْسِ" نائـِحَـةٌ
تَقـاسَمَـتْـهـا خَـواطـيـــفٌ وَ أَظْـفـــارُ
كَرْبٌ يـَمـورُ ولا تَرْســـو مَواخِـــرُهُ
وَنـائِـبــاتٌ وأسْــقـــامٌ وَ أَوْزارُ !
ظُـبـَاً تـَداعـَتْ عَلـينـا حـَدُّهـــا فـِتـَنٌ
حَتّـى النَّواطـيـرُ في غَـلّاتِنا جـاروا !
فَلا "نـَجـاشـِيَّ " نـُوْلـيـهِ مـَظالـِمَنا
وَ سَقْفُ "دارِ أبي سُفيانَ" مُـنهـارُ !
رَبَتْ سَنابِلُ سُحْتٍ، و ارْتَقَتْ ضِيَعٌ
وَنَحْنُ في لُـغَـةِ الأَرْقــامِ أَصـْفـــارُ !
ما أفـْلسَ القَومُ مـِنْ مالٍ ولا عـَـدَدٍ
لَكنَّمــا بايَــعَ الأصْـفــادَ أحْـــرارُ !
يا مُرْتـَجَىً وَشَفيعاً يَـوْم َغـاشِيـَــةٍ
فــي كَـفِّـهِ الـحَــوْضُ لِلْـوُرّادِ أنـهـــارُ
أَغِـثْ جَـداولَ نــورٍ غـارَ سَلْسَلُها
وَ خـانَهـا فـي غـِيـابِ الـمَـدِّ تَـيّـارُ !
صَلَّتْ عَليْكَ بِظِلِّ الـخُلـدِ عالـِيـَةٌ
قُـطـــوفُ تَسْبيـحِـهـا نَــدٌّ وَ أزْهـــارُ!