متصوفة! بحب نبينا وليكن ..
هدى الحنايفة
20-11-2018 12:59 PM
"متصوفة" . سمعت أحدهم ألقى الكلمة إحتجاجا على احتفال المدارس بالمولد النبوي وأردف " يحولوننا لمتصوفة " صاخ سمعي له ! استفزني أن حول المفردة لتهمة! قلت بنفسي وليكن، أراني مقصره وإحياء ذكره حياة ، وفسحة من زحام قلوبنا من إنشغالنا وأنانا. لنتصوف بحب من أمات فينا الجاهلية، من أحيا فينا القيم . من ظل مرآة الإسلام بخلقه . وحياته وحدها عِبر لا تضل المعُتبر . النبي الإنسان.
بذكره عليه الصلاة والسلام ، أراني أخرج من دائرة التيه ، أراني أعتق روحي مما يستتر من عمي . وما غرس حبه اتباعا لسننه في نفوس الصغار إلا واجب ، إن كنا نسعى لمجتمع وادع نصون فيه العرف والدين ونبني حضارة إنسانية على سعة من المعرفة والتماسك، وأظن المرحلة الدراسية خير موسم للغراس . فقد لحظت كيف تلوح البهجة بنفوسهم ، وتبرق اساريرهم لمرأى الزينة ، والأناشيد ، والهدايا الرمزية التي صنعتها أناملهم ، وتزينت بعبارات نبوية تذكرة بسننه . فقد ورثنا منه باقة من تنظيم العلاقات والعبادات . واحدة لعيادة المريض ، واخرى لحق الجار وبر الوالدين والألفة ، والبيئة ،التجارة ، السياسة ، والتخطيط ... ومدارسنا تجتهد في تقييم السلوك مستندة للسنة لكل ذلك .
حسر متهمهم بالتصوف . حين قلت . هب أننا أضعنا خارطة الطريق، ألا تعلم ، أما عرفت أن السنة مصدر الشريع الثاني؟! السنة هي خارطة الطريق . وحامل الرسالة على " دماثة الخلق ولين العريكة والتواضع " يدفع عنه من بأقاصي الأرض ومغربها، فهذا الفيلسوف ليتولستوي في كتاب " حكم النبي محمد" وتلك كارين أرمسترونج و سيرة نبينا ، وغيرهما كثر.
في مولد خاتم النبيين استذكر سننه وما وصى . استذكر تضحيته وصبره لنشر الدعوة، نشر العدل والسلام . اتتبع رحلته من مكة، للمدينة ، لمعارك النصر وخطبة الوداع . خفيف الروح جلي البصيرة . طيب المعشر. انقضى أجله راضيا مرضيا . ومرحى لكل من احتفل بمولد نبينا.