(10) قضايا عربية – عالمية لعام 2019م
د. عزت جرادات
20-11-2018 03:30 AM
*تحرص مراكز الدراسات المستقبلية المستقلة والمشهورة على إجراء دراسات لاستقراء أهم القضايا التي تواجه العالم في العام الجديد، ويتلخص مفهوم القضايا العالمية بتلك القضايا التي تتصل بمختلف المجتمعات العالميةـ ولكن حلها أو مواجتتها لا يكون بمقدور مجتمع أو بلد واحد، وتحتاج إلى تعاون مجتمعي عالمي أو تضامن دولي... ومن خلال متابعة نتائج دراسات تلك المراكز في تحديد أولويات القضايا العالمية التي تواجه العالم لعام (2019)، فقد جاءت ثمانية عشر (18) قضية عالمية تشترك ثلاثة مراكز دراسات في خمس قضايا منها، وما يهمنا هو تلك القضايا التي يشترك فيها العالم العربي، والتعريف بها. وقد اجتهدت في اختيار (10) عشر قضايا قد تكون من أولويات العالم العربي، والترتيب في التعريف بها لا يعني أولويتها... فهي جميعها ذات أهمية ، وعدم ذكر الإحصاءات يرجع تركيز القارئ على أهميتها:
*وضع الأطفال:فقد أزداد عدد الأطفال الذين هم خارج المدرسة ويحرمون من فرصة عادلة في مجتمعاتهم في الحصول على الخدمات والحقوق الأساسية، وعدم استخدامهم في النزاعات المسلحة، وحمايتهم من العنف الأسري، وتضمين الطفولة في خطط التنمية المستدامة.
* وضع المرأة:تمثل النساء والفتيات نصف سكان العالم ونصف إمكانياته، فالمساواة بين الجنسين حق أساسي من حقوق الإنسان، وأن تمكين المرأة من خلال إطلاق إمكانيات المجتمع الكاملة يحفز الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
* وضع السكان، لقد تزايد عدد السكان في العالم من (2.5) مليار نسمة عام (1950) إلى (7.5) مليار نسمة عام 2011، ومن المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى (8.5) مليار نسمة عام (2030). ويؤثر مستوى التحضّر والرعاية الصحية وانخفاض نسبة الوفيات عند الطفولة وارتفاع مستوى العمر المتوقع... الخ وهذه الحالة تستدعي التضامن العالمي في توفير الحاجات الأساسية لكل فرد في مجتمعه.
* وضع الغداء: على مدى العقدين الماضيين ازداد الطلب العالمي على المواد الغذائية ازدياداً مطرداً مع النمو السكاني، وزاد المشكلة تعقيداً للتغير المناخي وانخفاض الإنتاج الزراعي مع ارتفاع الأسعار، فأصبح الأمن الغذائي العالمي في أزمة خطرة، تتطلب تضافر الجهود الدولية لمواجهة الفقر والجوع وما ينتج عنهما.
* الوضع المائي: تعتبر المياه مسألة حقوق السكان في العالم، ولا بد أن تكون المياه في قلب التنمية المستدامة، فهي أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وإنتاج الغذاء وبقاء الإنسان، وهذا يتطلب وضع الخطط لتوفير خدمات مياه الشرب المأمونة، والمرافق الصحية الخ.
* الوضع الصحي: تشير الإحصاءات الدولية لعام (2016) إلى أن العديد من الدول ما تزال بعيدة عن تحقيق التغطية الصحية الشاملة، سواء لندرة الخدمات الصحية أم لارتفاع تكلفتها، والأسرة الدولية معنية بضمان حياة صحية وتعزيز الرفاه لجميع الأعمار بحلول عام (2030).
* وضع حقوق الإنسان: تعتبر حقوق الإنسان ميزة متأصلة في جميع البشر، وهي حقوق مترابطة ومتآزرة وغير قابلة للتجزئة ، فتشمل الحقوق والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية، ويقتصر العالم إلى أداة فاعلة لنشر هذه الحقوق بطرق تضامنية في مختلف المجتمعات البشرية بروح التضامن والتعاون الدوليين.
* وضع الديموقراطية: تعتبر الديموقراطية أحدى المثل العليا للإنسان والمجتمعات البشرية، وهي الآداة الفاعلة لحماية حقوق الإنسان وإعمالها إعمالاً فعّالا، كما أنها تمثل الإطار المعياري لحقوق الإنسان، ومن أهم عوائق الديموقراطية ضعف المؤسسات المجتمعية، وتمكين قطاعات المجتمع من بناء القدرات، وزيادة الوعي والتثقيف بأهمية المشاركة المجتمعية وصولاً إلى تعزيز الحكم الديموقراطي في المجتمعات البشرية.
* وضع السلام والأمن: من أهم واجبات المجتمع الدولي التضامن لانتقال المجتمعات من حالة الحروب والإرهاب إلى حالة السلام وبناء السلام + في المجتمعات التي مزّقتها الحروب، وتعزيز الجهود الدولية لإعادة البناء المجتمعي لتلك البلدان... وهو من أخطر الحروب التي تواجه العالم.
* تغيرّ المناخ: يعتبر تغيرّ المناخ من أحد التحديات الرئيسية التي تواجه العالم المعاصر، فآثار ذلك التغيرّ واسعة النطاق: فتهدد الإنتاج الغذائي البيئة الطبيعية، وأكدت الدراسات أنه حقيقية واقعة وأن الأنشطة البشرية هي السب الرئيسي في ذلك، مما يتطلب اتخاذ إجراءات وتدابير يصفها المختصون في كل مجتمع للتعامل على المستوى المعاصر.
* وأخيراً: يمكن القول أن العالم العربي،بمجتمعاته المتعددة، يجد نفسه في مواجهة هذه التحديات أو بعضها بدرجات متفاوتة وأن كان ما يسمى (بالعمل العربي المشترك) قد أصبح قاصراً أو غير فعّال لظروف واضحة للعيان، فأن المجتمعات العربية بتنظيماتها: المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، قادرة على القيام بمبادرات محلية وعربية... في مواجهة إي من هذه التحديات.