ارفع رأسك لأنك عربي الهوية، ارفع رأسك فانت تضع عقالاً وغترةً وشماغاً وكوفية، وترتدي ثوبا وبشتاً وقحفية، وتضع الخنجر والشبرية، ولا تعاني من فقر ولا جهل ولا أمية، ولا تعاني من جوع ولا أزمات معيشية، ولم تمر بصعوبات مالية، فالتكافل عنوان الأمة العربية، وشعارها الإحساس بالمسؤولية.
ارفع رأسك فأنت الشجاع لا تقبل الدنية، ترفض القيود وتعشق الحرية ، لا دين يفرقنا ولا اتجاهات سياسية، ولا مذهبية أو عرقية، ولا انتماءات أو طائفية، ارفع رأسك فأنت المهاب الذي تخشاك الدول الأجنبية، وترتعد منك خوفا حتى الدولة العبرية.
ارفع رأسك فأنت عربي الهوية، تنفق أموالك في دروب الخير ومقارعة الدول المعتدية، تدفع الملايين لتناول العشاء مع عارضة أزياء عالمية، وتدفع الآلاف مقابل قطعة ملابس داخلية للاعبة تنس دولية، وتدفع الملايين مقابل ساعة يدوية، وتشتري يختاً بنصف مليار للرفاهية، وتدفع نصف مليار في لوحة فنية. وتقتني قصراً بمئات الملايين بطراً وعنجهية، ارفع رأسك ولا يهمك إن كان ثلث العرب تحت خط الفقر وبطونهم من الجوع مطوية.
ارفع رأسك فأنت عربي الهوية، تمتلك المئات من القنوات الفضائية الإباحية، وتدفع ملياري دولار لشراء حيوانات أليفة وبرية، وتستثمر ألفي مليار دولار استثمارات خارجية، وتعيش مسلوب الإرادة من شدة المديونية، والعمل في أوطانك اصبح لك أولوية، والتحرك بينها صار بالهوية.
ارفع رأسك أنت عربي الهوية، أموالك تنفق في دور الأزياء العالمية، فساتين وأحذية ومجوهرات فضية وماسية وذهبية، إعلامك وقنواتك الفضائية منشغلة بصراعات داخلية، وقضاياك المصيرية لم يعد لها أهمية لا بل صارت هامشية، رقابنا ورؤوسنا، واجسادنا صارت للأجنبي مطية.
ارفع رأسك فأنت عربي الهوية، ربيعك وثوراتك أخمدت بنيران أجنبية، أحلامك تبددت، وأوهامك تحولت إلى لعبة بوليسية، قتل وتدمير وتعذيب بأساليب وحشية، أفق من حلمك فلم يعد في قاموسك أمل للوحدة العربية.