لعلنا نتفق مع الاستاذ فهد الخيطان في ان الكوارث الطبيعية هي كورث احيانا تكون خارج قدرة ونطاق الاجهزة وان الكوارث الطبيعية تحدث في مناطق العالم كافة , وافلح عندما اشار الى ان ردة فعل الادارة الامريكية تجاه ما يجري من كوارث في كليفورنيا لم تكن مرضية بالنسبة لنا لكنها مقنعة لاهل كيلفورنيا كونهم لا بحثون عن سبب للنقد , بل يسععون الى جهد الاجهزة وهذا حد القناعة.
ولعله من الصواب التأكيد على ان القدر لا مفر منه عندما يحدث و لكننا ندعوا دائما الى اللطف فيه, أي تخفيف اضراره , ولا يمكن بهذا ان نمنع القدر ولا التنبؤ بنتائجه بمقدار ما نتوقع سلوكه الطبيعي ويمكن ان يكون هذا التوقع اقرب للواقع او قريبا أو يمكن ان يكون بعيدا عنه . لا يمكن أن نقول كالمعادلة الرياضية واحد واحد لا بد وان يكون اثنان . فالتطور التكنلوجي التنبؤي , والاستعدادات والامكانات الهائلة لم تمنع من ما جرى ويجري في الولايات المتحدة من فقدان الالاف من المواطنين وخسائر بالمليارات كما حصل في اعصار ماثيو هايتي وجومايكوا والدينمكان حيث راح ضحية الاعصار ما يزيد عن الاف مواطن وكذلك اعصار كاترينا الذي ادى الى قتل حوالي الفين شخص وفقدان 700 آخرين وخسائر بكلفة 80 مليار دولار وغرق 80 % من لويزانا. ففي مقام هذه الكارثة ما هي اولويات المواطن الامريكي ا وكيف وبماذا كان يفكر . ؟ نعم ان ثقته باجهزته عالية وكان يؤمن أن اجهزته ستبعد عنه الخطر , فترشده وتبلغه وستساعده وفق الامكانات , لهذا نجد الاف الاشخاص يفقدوا قبل وصول المساعدة وان الاف لم تستطع الاجهزة التعامل معهم غير أن الصواب يقول ان افراد الاجهزة لا يقصرون بعمل ما يمكن انقاذ الناس على اعتبار أن الامور جميعها كانت مقنعة من بنى تحتية واستعدادات وتجهيزات ومواصفات . ما ينقصنا هنا في الاردن رغم تضحيات شباب الاجهزة المعنية وفعلهم الطول هو المصداقية التي يجب ان تكون كبيرة حتى يستمروا في آداء الواجب , وابتعاد المواطن عن اتقليل من التضحيات التي يقدمها افراد اجهزتنا المختلفة . من حقنا جميعا أن نطالب بالبنية التحتية المعقولة التي تنسجم وحاجت الناس والاخذ بالاعتبار شروط الصحة والسلامة العامة سواء بالطرق او الجسور او الاودية والسدود او العبارات , وأن تكون إجرات التعامل معها دقيقة وصارمة ووفقا للقوانين والشروط والمعايير والمواصفات الدقيقة , وهذا ينطبق على الخدمات كافة التي تكون الحكومات مسؤولة عنها بشكل مباشر أو غير مباشر .
توعية المواطنينن وتهيئتهم لمواجهة التغيرات سواء التغيرات الطبيعية او الطارئة قدر الامكان هي مسؤولية رئيسية وجزء من مسؤولية اجهزة الدولة ذات لاولوية , فالتوعية في حسن الاستعداد والتصرف الاستباقي يعطي تصورات وخيارة متعددة, يمكن للمواطنين التعامل معها لتجنب أي خطر قادم ،أو لتفادي اثاره الكبيرة . . اما الامر الثالث فيتعلق بادارة الازمة اذا حصلت , ومعنى الادارة , سرعة الاستجابة وحرفية الاداء والتعامل مع كل معطيات الازمة , للحد منها , والتخفيف من آثارها , بتحديد الادوار وتجميع الامكانات وتوجيهها وفق اولويات تطور الازمة. فالعمل المنسق والذي يشترك به الجميع وبشكل مدروس وبإقتدار موثوق , يترك عند الناس الانطباع الافضل والشكر رغم الخسائر التي سوف يرضون ايداعها رحمة الخالق جل في علا ه.
نعم إن استجابة المؤسسات وتحديد الادوار وتوحيد مركز ادارة الازمة يطمئن الناس بوجود خلاصات ودروس وعبر للتعامل مع اي حادث قادم . ليس المطلوب من الحكومات فعل المستحيل وغير مطلوب تغيير القدر بمقدار ما هو الحس الداخلي بحسن التصرف . فالرئيس الامريكي الذي بدى لنا وكإن ذهابه ليكلفورنيا بعد ايام عديدة من الحرائق التي قتلت العشرات وحقت الاف المنازل وجاءت على المملمتلكات مجرد رفع عتب ،, فهل هذا تقصير منه أم ان العقلية الامريكية تنظر له من خلال اداء الاجهزة وفق ما تستطيع , ام هل ينظر اليه المواطنين انه مخفق في حقهم فلم يحترمهم بالوقوف مع رجال الاطفاء حتى يرضوا عنه .
أن العقلية الناقدة السليمة هي التي تنظر للنتائج , وفعل الاجهزة والمؤسسات وطريقة العمل ومهنيتها كل في مسؤولياته , فهذا هو معيار الحكم لهذا نجد في الدول الغربية عادة ما يبحثون عن النتيجة وكيف تخفف الخسائر ولو بنسبة قليلة . في حين نجد انفسنا هنا نبحث د عن السبب قبل النتيجة ونخلط وبشكل درامي بين المنطق والواقع بشك كبير , فما يجب أن يكون لا يمكن ان يتوافق دائما بما هو واقع , فهذه امكاناتنا , وهذه قدرتنا فهل نطالب بالمستحيل , وهذا اساسه غياب الثقة والتشكيك الدائم واظهار الضعف.! ديدن مؤسساتنا يجب أن يكون توعويا بالدرجة الاولى ووضع الناس في حالة استعداد وادراك وتهيئة في مجالات اختصاصها وتنبؤاتها الدئمة , فعلى الاقل سيكون نصف نسبة معالجة الطواريء في كل الظروف التي نواجهها في الطبيعة .