الرهان الخاسر على حصان شرم الشيخ ..ممدوح ابودلهوم
07-05-2007 03:00 AM
[ يدرك المؤتمرون في شرم الشيخ مسبقاً أن الرئيس بوش هو سيد اللعبة ، المتحكم الوحيد بحركة البيادق العربية و الإقليمية والدولية على شطرنج المؤتمر كيف يشاء ، يصدر أوامره بإجراء المناقلات متى يريد من غرفة نومه في البيت الناصع البياض بأيدي الدكتورة رايس ، الوحيدة التي بدورها تملك الحق في تحديد من يحمل ساعة التوقيت ومن يطلق صفارة الختام ، مع أنها تحمل كارت بلانش (بوشيّاً) يسمح لها ، وبإشارة من إصبعها (فقط) ، أن تلقي بجميع البيادق المؤتمرين ضيوفاً ومضيفين أيضاً في ماء الشرم السياحي الدافئ !، ينسحب هذا الحق على الأمم المتحدة والثماني الكبار والدول الخمس دائمة العضوية و(العرب طبعاً) ، فمن واشنطن توضع البداية وتكون النهاية وتُملى الشروط بأمر من بوش ، فهو كما يقول مثلنا الشعبي (أبوها ويسميها) ولديه من لعب ما يكفي عامين على ولايته ، فبعد أيام مثلاً يحمل نائبه تشيني طاولة شطرنج أخرى ، ويتجه بها نحو المنطقة بغية متابعة دور جديد في هذه التصفيات !هذه واحدة .. أما الثانية ، فحسناً فعل المشرفون بتسمية المؤتمر بالدولي لا مؤتمر دول جوار العراق ، إذ أن الحضور جاء دولياً ولم يقتصر على دول الجوار العرب وتركيا وإيران ، أما الثالثة ولا نفصلها عن الثانية ، فهي أن لا جديد مطلوباً من هذه الدول في شرم الشيخ ، فهي المطالب القديمة ذاتها وقد وافقوا عليها في مؤتمرات سابقة ، كإطفاء ديون العراق ومراقبة الحدود أمنياً – عدم التسلل وغيره ، والذي يقرأ بين سطور كلمات المتحدثين المصري أبو الغيط و العراقي المالكي والأمم متحدي كي مون وغيرهم ، يستطيع أن يخرج بهذه الخلاصات وبأن لا جديد يمكن رصده و بالتالي يستحق التسجيل ، حتى البيان الختامي كان جاهزاً قبل وصول المؤتمرين إلى المنتجع المصري ، ثم أن وثيقة العهد الدولي بين بغداد والأمم المتحدة بدعم من البنك الدولي ، تستوي وثيقة متكررة وقديمة إذا ما أخضعناها لقاموس واشنطن في بابه العراقي ، وقد يقف المراقب قليلاً أمام كلمة طود الجامعة العربية عمرو موسى ، هذا السياسي المخضرم الذي لا يعرف اليأس والتراجع ، ليكتشف بأن هذه الكلمة لم تكن خاصة بمنبر المؤتمر وعنوانه العريض ، إذ تحدث محاولاً دون جدوى الابتعاد عن أجواء المؤتمر العباد شمسية ، وهي لكذلك حقاً إذ جاءت بلا لون أو طعم أو رائحة ، فاكتفى برسالة لماحة باتجاهين الأول للعرب أعضاء الجامعة ، بما يمكن أن تلعبه الجامعة من دور عظيم في حال دعمها وإسنادها ، أما الثاني فللعرب وللحضور الدولي معاً حول أهمية ما يجري في المنطقة وتحديداً العراق ، وإنارة الحل المقترح للخروج نهائياً من نفق الدم في هذا القطر المنكوب .
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة