حصلت معي مرة ولكن هذه المرة مختلفة تماما ، ضاعت الحقيبة ولم تصل لمطار مارسليا ، الامر الذي جعلني أتفكر في ما يحدث معي انه دوما لسبب ، ولأننا نؤمن بالخير لنا من الله قلت ؛ خيراً.
مشاركتي في المؤتمر لم تكن عادية فهناك كلمة سألقيها عن الشباب وماذا يجب ان نقدم لهم وان نجعل من عالمهم فرصة لنا جميعا ً بالإستثمار في رأس المال البشري ، وتحريك عجلة الإبتكار والإبداع ، وهذا ليس عملاً فرديا بل هو جهد يقع على عاتق الشباب في منطقة البحر الأبيض المتوسط بل والعالم أجمع ، نحن اليوم نجتمع في مواجهة لا تفرق بين الجنسيات أو الجغرافيا أو الأديان فلا بد من صولجان البقاء أن يحرر الأجيال ويصنع الواقع المنشود .
نعم هذا ما قلت ولكن تطلب الامر الذهاب لشراء البدلات والقمصان واللوازم التى أحتاج لأقف امام المشاركين ، لتبدأ مغامرة مع السائق كمال وهو تونسي يعيش ويعمل في مارسليا ، كان بشوشا ً ويقول "خيرا يعطيك الصحة لا تقلق نشتري ملابس وترجع الشنطه ان شاء الله " الأمور بدأت تتعقد كل شئ يغلق تمام الساعه الثامنة وأنا بحاجة للشراء والليلة للقاء والمشاركة والمؤتمر في اليوم الثاني صباحا ً، كمال بوبكري ، التونسي لم يتردد في المساعدة وكان يسرد قصته في الحياة هنا وكيف يعمل ليل نهار ويسعد بالرزق اشعرني بالأمل ، المهم ان المطار إتصل مبشراً بالعثور على الحقيبة فقد وصلت ولكني كنت قد إشتريت وأنفقت ،ضحكنا انا والسائق وقال لي: "يعطيك الصحة مبروك "ولكن هل ندرك المطار قبل ان يغلق قسم الخدمات الساعة الثامنة ، كمال ساعدني لنصل بوقت قياسي وكان يشغلهم بالهاتف وأنه سيصل لإستلام الحقيبة إنتهت مغامرة الشراء والضياع ولكن عثرت من خلالها على شاب أصوله عربية وشهم تسري في عروقه القيم والأخلاق.
ماحدث في مارسيليا ..
خلال هذا المؤتمر حضر العديد من صانعي القرار للقاء بالشباب ، منهم رؤساء دول ووزراء ومحافظين والعديد من الفاعلين في مجتمعات أوروبا والبحر المتوسط ، المهم أن التواجد والظهور للعرب كشخصيات هامه على مستوي منطقة البحر الأبيض المتوسط كان للمصريين ولبنانين والمغرب العربي كله ، يتصدرون المواقع ويصنعون فرقاً من حولهم وقد أسعدني ذلك جدا ً ، تساؤلي لماذا لا نتواجد كأردنيين في محافل أوروبا السياسية والإجتماعية الخاصة بعمل المنظمات والبرامج التنموية ،هل نحن متواجدون في محافل أخري!؟ ، أم اننا نعيش عزلة العمل منظرين ومنتظرين القادم إلينا من الغرب .
جلالة الملك عبد الثاني حفظه الله يجسد لنا نموذجاًً إيجابيا في التواجد الدولي، ولكننا بحاجة ان نلتقط الرسالة بطريقة عملية لا تنظيرية ونساهم في دعم كل أردني خارج الأردن ليصب ذلك مستقبلا في صناعة مستقبل تشكرنا عليه الأجيال لا أن تلعنا ويحق علينا القول .
هذه مبادرة للبدء بتفعيل دورنا جميعا ً لصناعة شبكة شبابية أردنية ودولية تساهم في رسم معالم المستقبل للأجيال، من الشرق الى الغرب ، نجتمع ، نخطط ، نحقق ، مستقبل أكثر إيجابية وتعاون جمعيا ً.
ودمتم