بلا شك ان استقالة وزير الحرب الاسرائيلي ليبرمان تشكل منعطفا مهما يحسب للمقاومة وانحازاتها التاريخية، وهي احدى تداعيات الصمود البطولي الذي اظهرته حركة حماس وبقية الفصائل المقاومة هناك.
ولكن عندما نتحدث في التفاصيل ، يجدر بنا الحذر من الفهم الخاطئ لبعض ما يجري ومنها استقالة ليبرمان..
استقالة ليبرمان خطيرة جدا ويجب ان تحسب بدقة، وعدم التسرع في استيعابها بشكل خاطئ ، حتى لا تقع المفاجأة غير المتوقعة، لقد استقال على خلفية خلافه مع نتنياهو الذي يريد قبول الهدنه او ربما قبلها فعلا ، في حين ان ليبرمان يرفض الهدنه، ويصر على مواصلة القصف والغارات والعمليات بدون هجوم شامل، حتى انجاز الهدف في اضعاف حماس لسنوات قادمة، وهو هدف استراتيجي لالنسبة لاسرائيل تجاه حركة حماس وحزب الله ، وهذا ما جاء بالفعل في توصيات الجيش والاستخبارات العسكرية..
نتنياهو يعتمد في موافقته على تقارير الجبهة الداخلية التي يعدها الشاباك، وكذلك على تقارير ردود الفعل الخارجية والدولية التي يعدها الموساد والتي عادة ما تحذر من مواصلة الحرب في كل الاحوال...
المسالة اصبحت اكثر خطورة لان خلاصة تقارير الجيش والاستخبارات العسكرية وتقديرات الموقف للقادة الميدانيين؛ اكثر مصداقية وقبولا لدى المستويات السياسية والكنيست والراي العام الاسرائيلي..
صحيح ان ليبرمان يريد خدمة نفسه اولا ، في موقف يرصده لاحقا ، في انتخابات اسرائيلية قد توصله الى سدة رئاسة الحكومة الاسرائيلة..
ولكن الانتظار والحذر ضروري حتى يستقر القرار..