دخلنا ذلك الباب الذي يوصلنا إلى المستقبل الواعد و إعتدنا على حياة طيلة فترة الدراسة وتواكبنا مع كل شئ حولنا من مكان جغرافي وزمان و القوانين التي لا نتخطاها ولكن لم نواكب ولم نعتد على الأشخاص الذين لهم سياسة مختلفة مع مرور الزمن ألا وهم الأشخاص ذو المناصب أصحاب القرار في الجامعات الأردنية، في ذلك اليوم صدر قرار جديد ولما دخلت إلى الجامعة لم أعد أرى أحدا أمام الكليات، ولما ذهبت إلى منتصف الجامعة جلست وحيدا وفي ذلك الوقت إنتاب لذهني أن هذا اليوم هو يوم الجمعة ولوحدي من جئت إلى تلك الجامعة لم أرى أحدا وكأنه قرار صدر وتم تطبيقه ولكنني أسمع صدى أصوات داخل الكليات المجاورة وكأن شئ لم يكن، وعندما تقدمت إلى باب تلك الكلية أرى كل شخص يسير إلى محاضراته لوحده وفي ذلك الوقت تيقنت أن مفهوم "اللهم نفسي" قد أصبح مفهوم شامل في زماننا، جلست على ذلك المقعد وإستوقفتني الذاكرة إلى تلك الأصوات التي كنت أسمعها خلال سنين دراستي الأولى عند صدور أي قرار ليس من صالح الطلاب نرى الباحات ممتلئة، وأصوات الهتافات لا تهدأ، وأعداد هائلة لا تعد ولا تحصى تنادي بالديمقراطية وتعبير الرأي، نحن نعلم جميعا أن نقطة الإرتكاز في الجامعات هي الطلاب ولكن أصبحنا نستخدم فقط لفظ "سابقا كان وسابقا فعل" وكأن الحكاية تنص على ما سبق!! هل صدور العقوبات بحق الطلبة في السنين الأخيرة في جامعاتنا كان السبب في تكميم الأفواه؟! أم أن هناك من يصمت لمصالح يتلقاها من غيره؟! هل جامعاتنا تتبع لوزارة التعليم العالي أم كل جامعة لها سياستها الخاصة؟!
في يوم من الأيام ساد ذلك الركود في إحدى الجامعات فأصبحت الكفتيريات فارغة من الطلاب، وشركات النقل في تلك الجامعة أصابها الركود في حركة النقل، و عندما نظروا إلى العطاءات المتاحة لهم ضمن الأجرة السنوية فوجدوا أنها لا تستحق تلك المبالغ وخاصة مع حركة الركود التي تشهدها الجامعات!! فكان إقتراحهم تقديم مشكلتهم إلى الشخص المعني في تلك الجامعة، وكان الحل برأيهم تخفيض قيمة العطاءات لمواجهة حركة الركود، لكن ذلك الشخص المعني لم يستجب لطلبهم فإقترح عليهم أنه سيخرج بقرار جديد من ضمن قرارات محكمة يجبر الطالب على الدوام لمدة خمسة أيام وبذلك سيزيد من حركة الطلاب بالكافتيريات وحركة الطلاب بالنسبة لشركات النقل فتم إصدار ذلك القرار بزيادة مدة المحاضرة عن المدة الأصلية وجعل المختبرات ليوم مخصص بالأسبوع حتى يتم إجبار الطالب بالدوام لكامل الأسبوع دون مراعاة أي من الطلاب أو حتى الهيئة التدريسية، في أولى كتاباتي كتبت مقال بعنوان "أين ديوان المحاسبة عن جامعاتنا" وكانت النتائج إيجابية في ذلك الوقت لأيام قليلة من نشره، والآن أوجه رسالتي إلى الشخص المعني في وزارة التعليم العالي و إلى الشخص المعني في تلك الجامعة.. في بلادنا نظام توقيت صيفي وشتوي فنحن كطلاب نخرج صباحا ونعود ليلا من جامعاتنا لأجل قراراتكم هل تنتظرون حدوث حدث لكي ترجعوا إلى الحق الإنساني؟! وهناك وقت محدد لإنتهاء الدوام الرسمي في جامعاتنا لأعضاء الهيئة التدريسية والموظفين أم سيتم التعامل بدوام الإضافي؟! وهل سيتم إلزام الطالب بمداهمة الوقت أم سيتم التصريح عنه بعبارة "مهمل"؟! عطوفتك من كان موافقا أمامك على القرار أخبر الطلاب أنه ضد القرار فهل هذا هو الرأي الحر؟! عطوفتك نريد أن نتحدث عن إنجازات جامعاتنا لكن لم تتركوا مجال لنا من ذلك..! عطوفتك إذا كانت سياسة رئيس الوزراء في بلادنا الحوار فيجب على كل مسؤول أن يتبعه بالمنهج ولم نرى ذلك الشئ في جامعاتنا بتاتا..! منهجنا ليس الدفاع عن جهة معينة مستهدفة فمنهجنا بالكتابة قائم على الحق الإنساني للجميع فأصبحت مطالبنا ليس عن الحق وحده وإنما عن الحق الإنساني عندما نعيش في زمان يخلو من الإنسانية..!