facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الخذلان!


سليمان الطعاني
15-11-2018 05:57 PM

أشعر أنني مجرد خطأ يتأقلم في متاهة وأصمد وأحاول استيعاب الأمر. أفكاري تتصارع بداخلي في كل لحظة بينما أظل صامتا، كهالك في الحرب أنهكته القذائف ولم يعد يرغب في الصمود. هكذا أنا. هكذا أشعر. لا وجود لشيء يجذبني بعد الآن .. لا شيء يغريني. لا شيء يحرّر ابتسامتي من لعنة الحزن لتعلن انتهاء مسلسل الهراء ومصارع السوء.

انا غير شاكر للتجارب التي صقلتني فقد كانت مؤلمة، ولا ممتن للأيام التي جمعتني بهم والتي طحنت عظامي ... ربما أصبحتُ شخصاً لا يشبهني، أتجنب المناقشات التي لا جدوى منها، لا أعاتب أحداً، أنظر للراحلين عني بهدوء وأتلقى الصدمات بصمت، أوسع دائرة الاعتزال واعطيها مكاناً أكبر وأقلل من العلاقات والتكلّف ... وأتساءل ترى من هذا الشخص الذي لا يشبهني؟ هل هو أنا ذلك، لقد كنت إن مررتُ على قلب أحدهم مررتُ خفافاً لا أجرح ولا أطعن ولا أورِثُ أي حسرة أو ندامة، كنت أضحي وأمنح وأعطي وفعّلتُ كل المعجزات الممكنة ...فأنا لا أملك أي سلطة على قلبي فهو يدقّ متى شاء ولمن يهوى!!

انا لا يشبهني، جازفتُ بمشاعري يا صاح من أجل عالَمٍ جاهلٍ وهمي مزيّف، وتنازلتُ كثيراً حتى ظنّوا أن هذا التنازل واجبٌ عليّ وليس فضلاً وتكرماً مني، منحتُ ثقةً لم يحظَ بها أحد دون أن أحسبَ أي حسابات للخيبة والخذلان، كنتُ شجاعاً لأعيش الحياة التي أحلم وأمنح السعادة التي أنشد، بحثتُ عن الصدق في مهاجعهم، عن الكرامة في عباءاتهم عن القلوب الرقيقة في جثثهم. فلم أجد سوى الشرّ والخذلان والرداءة في أقوالهم وأفعالهم، لم أدرِ أنني مبتذل إلى هذا الحد وما هذه القوقعة الروتينية التي تلتهمني وكيف لهذا التنازل أن يسيطر عليّ بهذا الشكل، ومن أين لي شهيةً كهذه، شهيةً ركيكةً مبتورةَ الحواس مقطوعة الأوصال.

أجيب نفسي بإبتسامة .. صفراء وهزة رأسٍ تنضخ سخريةً وموت: عاطفتي جعلتني أنسى كرامتي مراراً فاستغلّني اللصوص وقفزوا فوق الحواجز والأسوار حين فهموا الادب ضعفاً، ما أصعب أن تبقى حائراً بين عقلك وقلبك فيمرّ العمر فلا القلب ينصفك ولا العقل يقنعك،

مرحلة جديدة من العمر عتابي بها صمتي وعشقي وَحدتي، مرحلة لمِّ الاوراق والاستعداد للرحيل والانسحاب، سأكون وفيّاً للرحيل في هذه المرّة، وبهدوء سأحملُ جسدي على كاهلي وأضيع بدنياي أشكو الألم وأندب الجراح، وأقول: اللهم اصرف عني شرّ ما قضيتَ..... وليبقَّ العالَمُ الوهمي يقبع في زوايا الخيبة والنكران والجحود،

وسأتعلم فنّ التجاهل والنسيان وأقف وحيداً دون مساعدة من أحد ولن أعيش على الانتظار، فقد باءت جميع محاولاتي لإثبات حسن النوايا بالفشل، وأعلن أن الدنيا تدور وتدور ثم تعود وتقف عندك لتفعل بك ما فعلته بغيرك .
سلاماً على اللذين إن خاننا التعبير لم يخنهم الفهم، وإن فسدت مفرداتنا أصلحوا نواياهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :