من ظلم اللغة والأسامي يا أُسيد أن نصغّر إسمك ، فأنت والله أسد ، أسدٌ في نخوتك، وهي الشهامة من قتلتك ، أبت مروءتك الأردنية أن تتجاهل صراخ طفلة سقطت أمام عينيك ، مروءة ألف عام تفجّرت في عروقك التي نبتت بين أهلك وعشيرتك الطيبة ، والتي لم يعرف عنها إلا الخير والفزعة والفروسية ومهاقي الرجال التي تُذكر ولا تنسى .
كُتب علينا يا أُسيد في هذا الشتاء الذي لم يبدأ بعد ، كُتب علينا نحن الأردنيين أن نصحو وننام على كارثة وعلى فقدان ، ومن الظلم يا أُسيد أن الأردنيين الذين يشكون إنقطاع المياه في الصيف ، من الظلم والسخرية أن يموتون من المياه وتدفقها ومن السيول والأمطار ، ومن المناهل المفتوحة والحفر الإمتصاصية المنتشرة في الشوارع ، ومن الموت المزروع على الأرصفة ، من الإهمال الحكومي والروتين الكذابي لإستعدادات البلديات وأمانة عمان ، للبس الفوتيك والفزتات أمام الكاميرات .
يا أسيد لا نريد باصا سريعا ولا قطارا خفيفا ولكن نريد أن يغلقوا فتحات المناهل ، ومسؤولو أمانة عمان يتهربوا من
الإهمال ويصرفوا الملايين على إنشاء اوركسترا ومهرجانات للتصميم والغناء ، إغلقوا فقط أغطية المناهل وصرّفوا مياه الأمطار وأوجدوا مواقفا للسيارات و"يخلف عليكم ".
نبكي والله ونحزن عندما نزور مدن العالم ونرى الخدمات العامة للمواطنين ونسأل بماذا نختلف عنهم ولماذا نعاقب هكذا..!! لأن كل شيء في بلادنا بلا محاسبة ، بلا عقاب ، وسيبقى التهافت على المناصب الحكومية ما دام ليس هناك سؤال للمقصرين ، ويخرجون من المناصب ويذهبون لتفقد حساباتهم في البنوك ، والأصل يذهبون للمحكمة والسجون .
رحم الله الطفلة التي سقطت ، ورحم الله أُسيد اللوزي الأسد ، الذي أحيا فينا معاني الشهامة والمروءة هو ورياض المشاقبة وحارث الجبور وزاهر العجالين وغيرهم من الأبطال ، ورحم الله الأردنيين الذين فقدناهم نتيجة الفساد والإهمال والمتهربين من المسؤولية ولا إعتراض على قضاء الله وقدره .