facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإحترام


م. أشرف غسان مقطش
15-11-2018 10:55 AM

في المقال السابق لي (كلمة حق في "الأردن") المنشور في "عمون" هنا في نفس الزاوية بتاريخ 12/11/2018، أشرت إلى "الإحترام" كقطرة ثانية من قطرات التغيير التي أكاد أجزم بضرورتها لملء الجزء الفارغ من الكأس الذي ينظر إليه نسبة منا -لا توجد أرقام دقيقة حول قيمتها- في هذا الوطن.

نظرة عامة عابرة على المجتمع الأردني عبور سحابة لصيف لربما تعطينا إنطباعا أوليا بأننا لا نحترم بعضنا بعضا في نسبة تكاد تشمل معظمنا.

فنحن لا نحترم بعضنا بعضا في السياقة، ونضرب قوانين السير بعرض الحائط في غياب رجال السير وآلات التصوير المراقبة، وإذا التزمنا بقوانين السير لربما كان ذلك حتى لا ندفع المخالفات عالية القيمة أي أن التزامنا بها لا ينبع من إحترامنا للقانون لذاته!

أنظر مدارسنا! معظم الطلاب لا يحترمون معلميهم! لا بل كثيرا ما تكسرت أضلعنا من صدمة صدمنا بها عندما سمعنا بأن هناك حالات إعتداء على المعلمين من قبل الطلاب! وإذا تحدثت مع الطلاب تنصحهم باحترام الذي يكاد أن يكون رسولا، انفجروا من الضحك عليك، ورموا نصيحتك في أقرب سلة مهملات!

أما ملاعبنا فحدث ولا حرج! الجمهور لا يحترم اللاعبين وأنصار الفرق الأخرى، ولا يقف الأمر عند عدم إحترام اللاعب وفريقه، بل يتعدى ذلك إلى حد غمر الملاعب بسيل من الشتائم وفيضان من السباب يجرفان كرامة اللاعبين وأهاليهم إلى بحر من الإهانة والذل!

وفي العمل، نحن لا نحترم الوقت! نصل أماكن عملنا متأخرين، ونغادرها مبكرين! وفي مكاتبنا نحن لا نقدر قيمة العمل ولا نعطي ساعاته حقه علينا! ونخاف المسؤول لا نحترمه! يتجلى ذلك إذا تم تغيير المسؤول عنك، سرعان ما تتبدل معاملتك له من الأحسن للأسوأ إن كنت تخافه لا تحترمه أو بالأحرى إن كنت تتملقه لا تكاشفه!

أما سائقو الحافلات العمومية ومعاونوهم من "الكونترولية" في نسبة عليا منهم فلا أدري ماذا يحترمون؟ هل يحترمون الركاب أثناء صعودهم للحافلة أو عند نزولهم منها؟ فلا يكاد الراكب يضع رجله اليمنى في الحافلة حتى ينطلق السائق بحافلته لا ينتظر لحظات حتى يجلس الراكب في مقعده! وقل مثل ذلك عندما ينزل الراكب! وهل يحترمون سائقي المركبات الأخرى؟ أم أولويات السير؟ أم التسعيرة التي لا يلتزمون بها إذا تغيرت إنخفاضا عن قيمة اولى لها؟

وفي الأسرة، نواة المجتمع، بذرة الشجرة، وفي نسبة من الأسر أكاد أجزم أنها ليست بقليلة، لم يعد الأخ الصغير يحترم أخيه الكبير، ولا الإبن يحترم والديه!

وهناك أمثلة كثيرة أخرى لا داعي لذكرها هنا فلا تضيق بها الصدور قبل هذه السطور!

أتريد عزيزي القارئ أن تبدأ بملء الجزء الفارغ من الكأس لتغيير هذا المجتمع لحال أفضل؟

حسنا، لعلني لا أجانب الصواب إذا ما قلت لك بأنه لن يتغير إذا لم تتغير أنت! فأنت صورة المجتمع، والمجتمع إنعكاس لك! فإذا تغيرت أنت، تغير المجتمع، وإذا تغير المجتمع، تغيرت أنت!

وأول ما هو مطلوب منك أن تغير موقفك الذهني من الإحترام! ماذا أقصد بذلك؟ أعني أن تحترم القانون حبا به لا طمعا في ثوابه ولا خوفا من عقابه!

يقال أن رابعة العدوية قالت ذات مرة: "ربي إني أعبدك حبا بك لا طمعا في الجنة ولا خوفا من جهنم!" وقس على ذلك بموقفك الذهني من إحترام القانون!

أتجدني أهذي؟ حسنا، أتؤمن بالعلم؟ إن كنت كذلك فأقرأ ماذا يقول وليم جيمس الفيلسوف الأميركي في حديثه عن الاكتشاف الأعظم بالنسبة له كعالم نفس، لقد قال:"إن الاكتشاف الأعظم الذي شهده جيلي والذي يقارن بالثورة الحديثة في الطب كثورة البنسلين هو معرفة البشر أن بمقدورهم تغيير حياتهم عبر تغيير مواقفهم الذهنية".

وماذا يقول الدين في التغيير؟

المصطفى قال: "كما تكونوا يولى عليكم" أو كما قال؛ فإن كنت تحترم القانون، سوف يولى عليك من يحترم القانون، وإن كنت لا تحترم القانون، سوف يولى عليك من لايحترم القانون!

وابن مريم قال : "لا تدينوا كي لا تدانوا"! فلا تخرق القانون في حق الآخر كي لا يخرق الآخر القانون في حقك!

وعندنا مثل شعبي يقول: "اللي من إيده الله يزيده"!

والتغيير بيدك عزيزي القارئ!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :