في ذكرى الحسين ، نستلهم الشموخ
أكرم جروان
15-11-2018 04:58 AM
إقرأ الفاتحة على روح الملك الحسين إبن طلال الطاهرة، طَيَّب الله ثراه وأَسكَنه فسيح جنانه.
الموت حقيقة ، يقول الله تعالى في مُحكَم كتابه " الذي خلق الموت والحياة ليَبْلُوَكم أَيُّكُم أَحسَنُ عملاً ".
فالموت ليس فناءاً وإنما هو خَلْقٌ ووجودٌ، وقد عاش بيننا الملك الراحل الحسين إبن طلال طيَّب الله ثراه أخاً وأباً وصديقاً، إنساناً طيباً ، كُنَّا نجده أباً عطوفاً لليتيم وإبن الشهيد ، وأخاً حنوناً للثكلى والمكلومة ، وصديقاً وفِيّاً ، زرع في شعبه الوفاء والكِبرياء، الصدق والأمانة ، الإخلاص والإستقامة، البِرَّ والطاعة، المحبَّة والموَّدة ، الوداد والمصافاة، الصَّفح والعفو، التسامح والحِلْم ، الرَّزانة والوقار ، عِزَّة النفس والكرامة ، المجد والشموخ.
هذا العقل الأُردني المتفتِّق، ذو الحِكْمة والحِنْكة ، أنجَب فينا فِكْراً يحقُّ لنا أن نفخر من دون غرور، بأنَّ لنا مثل هذا التاريخ والواقع.
فقد إعتلى العرش ومزج بين العِلْم والحِكْمَة، فكان مُعطِيَّاً ومعلِّماً ، حكيماً وطبيباً، أَثَّرَ فينا صِغَارًا فكان تأثيرنا فيمن حولنا كِباراً ، لخِدمَة الوطن والمواطن، الشعب وشبابه.
تعَلَّمنا في مدرسته العطاء والشموخ ، المجد والإِباء، هاماتنا مرفوعة، وعطاؤنا لا حدود له، نترك الأثَر في غيرنا وَمَنْ حَوْلَنا، أحياءٌ بالعطاء، وليس أمواتَ أحياء، لا نعيش لِنأكُل وإنما نأكل لنَعيش، فالشموخ والإباء إستلهمناه من الملك الراحل الحسين إبن طلال طيب الله ثراه ونستلهم المجد والفخر من روحه الطاهرة في ذكرى ميلاده، فالملك الراحل الحسين إبن طلال حيٌّ في القلب والوجدان .
فما مات مَن مات محموداً بخصائله
بل مات من عاش مذموماً من الكَذِب
فأُمَم العالم تُبْحِر في تاريخها بشراع العُظماء ، وتستلُّ منهم مصاديق ، وتدور حولهم، حتى تُحافظ على حياتها من خلال إحياء ذِكْرِهم.
فقد رحل عنا الملك الراحل الحسين إبن طلال طيب الله ثراه بجسده، وبقيت حِكْمَته وعطاؤه، أخلاقه وإنسانيته ،تسامحه وعفوه، يجب أن تبقى تتفاعل بداخلنا، نستمد منها الشموخ والكِبرياء، الصبر والعطاء، المجد والإباء ، فنعكسها كأمانة للأجيال القادمة.