رسالة الأميرة هيا: الضيقات والشومات والجينات
محمد الداودية
15-11-2018 04:24 AM
انها جينات الحسين الهاشمية الملكية الفريدة التي تسري في عروق الأميرة هيا، فتطرح غلالا من الخير والبركة والرحمة والشومات.
كانت رسالة أميرتنا الغالية المحبوبة، هيا بنت الحسين، إلى شقيقها الأمير علي، عشية مولد والدها، والد الأردنيين كافة، حافلة بالمشاعر المرهفة والإحساس العميق بأهلها في الضيقات البالغة القسوة.
تكرر اميرة القلوب سيرة والدتها والدة الاردنيين كافة، الملكة علياء الحسين التي ارتقت إلى العلى يوم الاربعاء التاسع من شباط سنة 1977 عن 28 عاما (رحل الحسين في السابع من شباط).
كانت الأحوال الجوية في بلادنا، كما هي عليه اليوم، عاصفة هائجة خطيرة، ادت الى تحطم الطائرة السمتية التي استقلتها ملكتنا الراحلة، لتؤدي الواجب المقدس نحو أهلها في الطفيلة، الذين ما يزالون يكنزون صورتها الزاهية في قلوبهم وضمائرهم.
جاءت رسالة أميرتنا الغالية المحبوبة طافحة بالقلق والدعم والتضامن والحرص على اهلها وعزوتها في كل في الأردن، الذين نزلت بهم نازلة اسفرت حتى الان عن 34 شهيدا وعشرات المصابين.
ونقرأ في رسالة اميرتنا المحبوبة الغالية: «فأنت تذكر معي جيدا، بأن أهلنا وعزوتنا في الجنوب، وقفوا معنا، عندما اختطفت العواصف والرياح والأمطار والدتنا الحبيبة علياء في الطفيلة».
وتتابع اميرتنا المحبوبة الغالية مجريات الأحداث في وطنها حيث تلقى اهلها وعزوتها في الجنوب، صدمة سحقت البنية التحية والشوارع والمزارع والمنشآت والعقارات والآليات.
ونقرأ في الرسالة الفريدة الموجهة إلى شقيقها الأمير علي بن الحسين والتي اعتبرها موجهة إلى كل اردني: «وكلي ثقة بأنك لن تقصر أبداً في بذل ما باستطاعتك لحماية الأهل في الجنوب من قسوة الطبيعة والضيقات. ومن صعوبة فقدان عزيز ، كما عانينا نحن.
وعليه... فإنني أوصيك يا علي، وكذلك إخواني وأخواتي، أوصيكم جميعا بغيابي، بالجنوب الغالي علينا جميعا.
أيها الاحباء .. سيبقى الاْردن الغالي وأهلي وعشيرتي في بالي وفكري وفي صلاتي أولا، وسوف ألبي النداء ما حييت. هيا».
تستخدم أميرتنا الغالية المحبوبة الكلمة الأردنية المعبرة أدق تعبير عن الحال الصعبة: الضيقات. في التحام وتماهٍ وتزامن ومساندة فتمسح على جراح وطنها وهي تستذكر جرحها وجرحنا الغائر النازف منذ 41 سنة.
انها جينات الحسين التي تسري في عروق ملكنا الحبيب الهمام الذي يصل الليل بالنهار ويجوب العالم من اجل أمن الأردن واستقراره ومكانته وازدهاره ورفاهه. ومن اجل حقوق شعب فلسطين العربي والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
وانها جينات الحسين التي تسري في عروق أميرتنا الغالية المحبوبة اميرة الشومات، التي أسرت قلوبنا مجددا وتربعت في اعماقها.
و هلا يا عين ابوكي.
الدستور.