لا عجب اليوم أن ترى الستار ينكشف عن العديد من مشاريع الوهم وأحلام التحول الى مدن ذكية وإلكترونية سحابية و التي تريد ان تبنيها الحكومات فوق بنى تحتية هشة اشبة بالكرتون او بناء هلامي ما لبثت ان غرقت وتشققت بفعل شتوة من شتوات الثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي .
هذا من جهة التشدق و الترويج البائس اما من جهة إدارة الشأن العام فلقد اثبتت كل النتائج الحاصله في الحوادث التي حصلت خلال الاسابيع الماضية على سبيل المثال لا الحصر ، في فاجعة البحر الميت - ليس أكثر من رحله مدرسية- إلى إنهيار جسور إلى سيول داهمت أشخاصا أو غرق شوارع أو مناهل صرف صحي كلها حصيلتها واحدة ألا وهي موت بشري بأفواج كبيرة أشبة بحروب طاحنة لا تبقي ولا تذر.
ومن جانب لا يقل ألماً وسوءً ، هو تقارير التجاوزات المالية والإدارية في مؤسسات الدوله التي تعج اليوم ببنية هيكلية مهترئه وفساد وتغول ومحسوبية أفقدت الثقة بها و بمشاريعها.
عداك عن نشاطات لفئات منحرفة أخلاقيا تريد أن تبث سمومها على قيمنا و عاداتنا وتقاليدنا وسماحة وعدل المجتمع الاردني الطيب.
اليوم نحن جميعا على مفترق طرق شديد الخطورة في إعادة الميزان الى نصابة و بناء القيم الإنسانية الكريمة وتعزيزها و تجسيدها على مستوى القيادات المؤسسية و الافراد وتمكين ورعاية واستثمار الكفاءات البشرية التي هي راس المال الفكري التي تبنى به الامم وتقوم علية الحضارة المدنية والإنسانية
ومما لا شك فيه إن ترسيخ مفاهيم المسؤولية والمسائله و إرساء إستحقاقات التبعات القانونية عن ممارسة العمل بطريقة مخالفة للمعايير والمطابقة للمواصفات القياسية او جراء التقصير او الاهمال يخلق نتائج ايجابية في مخرجات الاداء الفردي والمؤسسي ورفع الطاقة الإيجابية لدى الموظفين في القطاع العام التي هي اليوم في اسوأ حالاتها .