يبدو انني انتمي الى أسرة الذين عليهم أن يتألموا
د.بكر خازر المجالي
14-11-2018 06:17 PM
47 سنة من حكم الحسين طيب الله ثراه وهي سنوات كثيرة وباضعاف عددها الرقمي حين نتابع سلسلة الاحداث التي عصفت بالاردن منذ اغتيال الشهيد جلالة الملك المؤسس عبدالله الاول وحتى حقبة الملك الحسين يرحمه الله،وان لم يرحمه بشر من الطامعين والحاسدين والمتآمرين من بني جلدتنا فكان وقع سيوفهم علينا اشد من وقع اي سيف مهند .
مرحلة الملك الحسين هي صعبة منذ لحظاتها الاولى ، ونحن نعلم ان الاردن لم يكن عضوا في هيئة الامم المتحدة عام 1953 ،ولا يحظى بأي اعتراف دولي ، وان الجبهة الاردنية كانت ساخنة وسلسة الاعتداءات لا تتوقف ولا حتى غزو القرى الامامية من مثل غزو بلدة قبية والتنكيل بسكانها ، ولم تتوقف المؤامرات الداخلية التي تدار من الخارج ،ولا التحريض المستمر ضد وحدة الضفتين ، ولم تسلم حدودنا من الاغلاق المتكرر ، ولا حتى اغلاق اجوائنا ،ولا ننسى محاولة اسقاط طائرة الملك الحسين في سماء دمشق وكيف نجا جلالته باعجوبة وعاد بطائرته بعد مغامرة شاقة الى عمان ..
كانت سنوات صعبة ربما بدأت تتطور وتأخذ منحى خطيرا بعد عدوان السموع في 13 تشرين الثاني 1966 ،حين ادرك الحسين يرحمه الله ان خطة احتلال كامل فلسطين قد بدأت ،وان هذا العدوان هو مقدمة لما هو اكبر ، وكانت حزيران ونتائجها السوداء التي اثخنت الجراح ،وتحدث جلالته عن ذلك عقب الحرب مباشرة بكلمات قاسية ثقيلة منها كلمته
هذه "
يبدو انني انتمي الى أسرة الذين عليهم أن يتألموا
كانت معاناة الحسين طيب الله ثراه من الاحباط الذي عاشه بسبب ان العرب خذلوه في تقديم المساعدات ودعم الجيش ،وحتى في المواقف السياسية ، كانت حجة بعض العرب هو وجود قيادة انجليزية للجيش ، فكان تعريب قيادة الجيش العربي في خطوة جريئة ، ولكن ما انكشف بعد ذلك ان الهدف ليس هذا بل هو هو الاردن بمجموعه .. الاردن بمشروعه النهضوي وقيمه وهاشميته ،والقصد هو احداث تحول ايدولوجي في الاردن وتغيير عقيدته وشكل نظامه ليس خدمة لفلسطين او للعروبة بل هي خدمة لارباب وسادة هناك يتربصون بنا عند محيطات الجليد .
فترة حكم الحسين طيب الله ثراه مليئة بالاحداث التي ما منعت الاردن من ان يتطور ويبني ويتقدم ،ولا منعته من القبام بواجباته تجاه العرب وقضاياها المصيرية ،ولا توقف عن خدمة المقدسات وبناء منبر المسجد الاقصى وخدمة اهلنا في فلسطين .
هذا هو الاردن الذي كان منيعا في وجه كل التحديات واثبت التاريخ والحاضر ان مصداقية الحكم الاردني وثقة الشعب بقيادته الهاشمية قد شكلت سدا منيعا في وجه كل محاولات المساس في هذا البلد بشعبه المؤمن وقيادته الحصيفة وجيشه الباس واجهزته الامنية المحترفة .