سيناريوهات التعامل مع تقلبات الطبيعة
د. محمد كامل القرعان
14-11-2018 12:29 PM
اتخاذ إجراءات الأمان والوقاية والمراجعة العامة لسياسات الدولة بما فيها البنية التحتية للمملكة من شأنها أن تمنع وقوع حوادث كبرى وحصد الارواح ، فمعظم الحالات التي مرت على المملكة خلال الشهر الحالي من فاجعة البحر الميت الى سيول مأدبا وبعض مناطق الجنوب تستدعي من الحكومة والبلديات من أجل حسن التصرف ، وضع سيناريوهات للمشاكل والاضرار التي يمكن أن تحدث نتيجة الاحوال الطبيعية والجوية والامطار في ظل وجود بنية تحتية متأكلة وغير آمنة ، وعلى أساسها توضع خطط التعامل معها . ومثل هذه الظروف الطارئة تفرض على الحكومة مراجعة اوراقها وملفاتها وسياساتها ، ومن اصعب ما تواجهه الدولة باجهزتها المتنوعة تقلبات الاحوال الجوية والكوارث الطبيعة وما يرافقها من سيول جارفة وامطار غير معتادة وزلازل وبراكين وتلوث طبيعي او كيماوي وحروب وهزات ارضية والتي تحدث عادة دون سابق إنذار في أغلب الأحيان. وفي حالات عدم استعداد الدولة والجاهزية القصوى لها الى جانب وعي المواطنين ، يُمكن أن تُسبّب تلك الأضرار فقدان الكثير من الأرواح إلى جانب الممتلكات العامة والخاصة والخدمات المختلفة .
وليس هناك دول ومناطق بعيدةً عن نطاقات الحالات الطارئة والزلازل والفيضانات والأعاصير والتلوثات المائية والطبيعية ، وحتى من الهجمات الإرهابية أو حوادث الطرق الكبيرة واغلاقها أو اندلاع النيران في المباني والغابات ، لذا فإنّ الجاهزية يجب ان تكون على أهبة الاستعداد لمواجهتها والمعرفة بكيفيّة التعامل مع تلك الحالات و قبل المواطنين ايضا. وتأكد الدولة من جاهزيتها ياتي من خلال مراجعة شاملة لسياسات اداراتها لتلك المنشآت واختيار الادارات العامة ذات الاقتدار والكفاءة والمخلصة للعمل العام الى جانب تفقد الحكومة لجميع البنى التحتية والسدود والجسور والشوارع والمستشفيات والمدارس والانار وشبكة المياه والصرف الصحي والتي اكل عليها الدهر وشرب ، إلى جانب تلك الاستراتيجية والادارة والحاكمية ، يمكن أن تقي الوطن شرها وخسائرها البشرية .
يستلزم هذا من الحكومة كونها تتمتع بالولاية العامة وضع الخطط والاستراتيجيات ما قد يجنّب المجتمع الكثير في الأمور السيئة بصفة عامة، و تدريب العاملين على خطط الانقاذ والإخلاء والتعامل مع الظروف الطارئة والتأكد من معرفة جميع العاملين بتلك الخطط، ويشمل تجهيز طرق مواجهة الكوارث المختلفة والحصول على الأدوات اللازمة لاستخدامها في حالة الطوارئ، وهي الأدوات اللازمة للانقاذ والإطفاء الحرائق والمياه وأدوات الإسعافات الأولية ومواد التعقيم للحيولة دون الوقوع باخطاء، ارتكبت في المرات السابقة ، وتختلف تلك الأدوات حسب طبيعة المكان والموقع . وتكون الأولوية للأمان الشخصي وإنقاذ حياة الأفراد والمساعدة الطبية الطارئة للمصابين، والحصول على الدعم اللازم لمواجهة توابع الكارثة فضلاً عن الكوارث الطبيعيّة فأن اتخاذ إجراءات الأمان من شأنها أن تمنع وقوع حوادث كبرى، لذا يجب الالتزام بإجراءات الأمان المختلفة أثناء التعامل مع الكوارث على مستوى الدولة والافراد .