إنا على البيعة قابضون : نسلّ طاهر من نسلْ طاهر
محمد حسن التل
05-07-2009 06:54 AM
يوم الخميس ، التاسع من رجب لعام1430هـ ، وضع جلالة الملك عبدالله الثاني ، لبنة جديدة في مسيرة الوطن ، نحو التجذير والمأسسة ، حينما أعلن الأمير حسين بن عبدالله ، ولياً لعهد المملكة ، وبهذه الخطوة المباركة ، يؤكد جلالته دستورية الحُكم في الأردن.. حكم يقوم على الشرعية والمؤسسية ، ولأن مؤسسة العرش هي جذر الحُكم في البلاد ، حرص الهاشميون منذ المؤسس الشهيد الملك عبدالله الاول ، ثم المغفور له باذن الله تعالى الحسين الباني ، الى المعزز الملك عبدالله الثاني ، على أن تكون مسيرة هذه المؤسسة ، واضحة المعالم ، ثابتة الأركان ، لأنها صمام الأمان الأول ، بعد الله جلّ جلاله ، في حفظ البلاد.
إعلان الأمير حسين بن عبدالله وليا للعهد ، من قًبَل سيد البلاد ، جاء تأكيداً على ضمان مسيرة الأردن ، عبر ما يقارب المائة عام ، من الاستقرار والأمن والأمان.
مساء الخميس ، انحاز الملك للدستور.. الدستور الذي قدّسه الهاشميون ، حيث اعتبروه ميثاق شرعية دولتهم ، ولم يعرضوه يوماً للعبث والتغيير ، لأنه العقد المتين بينهم وبين رعيتهم ، وحافظ الأردنيون على دستورهم ، الذي خُطّ بيد هاشمية ، حيث بايعوا الهاشميين ، منذ بداية القرن الماضي ، على الولاء والوفاء ، ولأن بني هاشم حافظوا على هذه البيعة ، حفاظهم على ارواحهم ، فقد بادلتهم رعيتهم الحب بالحب ، والفداء بالفداء.
الخميس ، كان يوماً من أيام التاريخ في الأردن ، حيث تجلّى الوطن أمام العالم ، بأبهى صور الاستقرار والأمان والمؤسسية ، وكعادتهم ، ضرب الأردنيون ، أعظم المثل في الوفاء ، والالتفاف حول عرش قائدهم ، فلم يبخل عليهم مليكهم كما عهدوه ، حين قدم لهم أجمل الهدايا وأغلاها ، بًكرَهُ وقرّة عينه وفلذة كبده ، الأمير حسين بن عبدالله ، ولياً لعهد بلادهم ، وحاله يردد ، سيظل الهاشميون ، جيلاً بعد جيل ، يحملون الراية ويحافظون على الأمانة ، عبر العقود والقرون: لأنهم أهل لهذه الأمانة ، ولأنهم نسلّ طاهر من نسلْ طاهر ، تحدروا من أصلاب شريفة ، إلى أرحام عفيفة ، ليكونوا حملة مشاعل النور والرايات الطاهرة ، في أمتهم.
اليوم يتقدم فارس هاشمي لتحمل المسؤولية ، وهذا يعني أن عقد الحكم في الأردن ، مستمر استمرار الزمن ، لأنه عقد مبارك ، يتحدر من شجرة مباركة ، أصلها ثابت وفرعها في السماء.
هدية الملك باختيار الأمير حسين وليا للعهد ، ليست للأردنيين فقط ، بل هي هدية نفيسة وغالية ، مهداة إلى الأمة بكاملها: لأن الأمة ما ضاقت عليها الأيام مرة ، إلاّ وجدت سندا هاشميا ، يقيل عثرتها ويلملم جراحها ، والتاريخ شاهد على ذلك ، من الجد الاول هاشم ، مرورا بكل ملوك وفرسان الهواشم: فالهاشميون فداء لأمتهم على المدى.
وإذ يبرز اليوم الصفوف فارس هاشمي ، لينال نصيبه من تحمل المسؤولية ، التي حملها آباؤه وأجداده ، كابرا عن كابر: فإننا لا نملك ، إلاّ ان نغمره بحبنا ووفائنا ، الممتد إلى عقود خلت ، للدوحة الهاشمية المضيئة في تاريخ أمتنا ، ولأننا في الأردن ، نحظى بالحكم المبارك ، فإنه يحق لنا أن نفخر على العالم ، ونردد النشيد الخالد "عاش المليك ، وعاش الأردن حرا أبيا آمنا ، تحت رايته المظفرة ، بسواعد فرسان الحق ، ونشامى الجيش ، بعون الله جلّ جلاله".
وإنا على البيعة للهواشم قابضون.
** الزميل الكاتب رئيس تحرير يومية الدستور ..