تأتيك رِسَالَة عَلَى تَطْبِيق Whatsappمن شَخْص مجهول بِالنَّسْبَةِ لَك، يخبرك أنه أخذ رقمك من شَخْص يعرفك، وأنه وجد كنـزاً فِي أرضه وَيَحْتاجُ مِنْك أن تُسَاعِده فِي بيعه فِي بلدك، ،ولَك حصة كَبِيرَة مِنْهُ، وَلِزِيادةِ المصداقية فِيما يَقُول يرسل لَك صورًا عَن الذهب الأثري المزعوم.
وآخر يرسل لَك رِسَالَة بعربية ركيكة يظهر أنه تَمَّ ترجمتها عَلَى تَطْبِيق Google Translation يخبرك فِيهِا أنه امرأة، ترملت حَديثًا، وَهِيَ زوجة مُدِير بنك فِي إفريقيا، وأن لَدَيْها وديعة لِشَخْصٍ مَاتَ مُنْذُ زمن بثلاثين مليون دولار، وتحتاج إلى تَحْوِيلهَا إلى بلدك من أجل أن تهرب من عصابة ما، ولَك نسبة عالية مِنْهَا، شرط أن ترسل لَها بريدك الإلكتروني.
هَذان نموذجان لبعض الرسائل الَّتِي نجدها دومًا فِي صندوق الرسائل فِي مُخْتَلِف المواقع أوْ التطبيقات، وتستغرب إذا ما سرت مَعهُم، وأوهمتهم أنك بلعت الطُّعْمَ، فتبدأ مطالبتك بإرسال مبالغ مُعَيَّنَة، وينجر البعض وراءهم دونَ أن يَعْمَل تفكيره، فيرسل لَهُم بَعْض المبالغ من أجل الحُصُوْل عَلَى مكسب معين، ولا يدري هَذَا الشخص أنه لَوْ كانَ هناك فِعلًا كَنز، أوْ سَيَّارَة فاز فِيهِا، أوْ مبلغ كَبِير سيحول، فلماذا يطلب مِنْك بضع مئات من الدولارات لترسلها لَهُم؟
نفسيًا فإن أمثال هَؤلاء النصابين الدوليين، ومعظمهم يأتي من دول إفريقية، وغيرها، يعتمدون عَلَى أمرين الاثنين: الأول الطمع عند الإنسان، والأمر الثاني هُوَ الحسبة الخاطئة فِي داخله، إذْ يُفَكِّر الضحية، إذا فزت بسيارة قيمتها خَمْسِينَ ألف دولار، فلماذا لا أرسل مائة دولار تكلفة الشحن، وَبِذَلِكَ يخضع العقل الباطن، ويجدها صفقة رابحة بالمعايير كلها، فيعزف النصابون عَلَى هَذَا الوتر الحساس.
وَهُنَاكَ قَصَص أخْرَى تتوزع بَيْنَ ما يطلق عَلَيْهِ الدولار الأسود، والذهب المزيف، والدفائن، والشعوذة، وغيرها من الأمور، ورغم أن الأمن العام يحذر كثيرًا من هَذِهِ القضايا، وينشر أخبارًا تحذيرية بِشَكْل دائم، وَمَع ذلِكَ فإن هُنَاكَ ضحايا جدد بِشَكْل يومي، وكأن بَعْض النَّاس لا يتعظون مِمَّا يَحْصل مَع غيرهم.
أمثال هَذِهِ الشخصيات تُعْطِي فُرْصَة عظيمة للمحتالين الدوليين، والمحليين، ويجعلونهم يبتكرون كل فترة أساليب جَديدَة فِي النصب، يَقَع فِيهِا الكَثِير من الضحايا، والمُشْكِلَة الأكبر، أن الْوَسائِل التَقْلِيدِيَّة فِي الاحتيال وَالَّتِي أصبحت معروفة ما زالت تعمل، وتجد من يَقَع فِيهِا بِسُهولَة.
لا يُمْكِنُ أن ينتهي الاحتيال والنصب إلا بالوعي، وعدم الوقوع ضحية نوازع الطمع الداخلي الَّتِي تجعلك فريسة سهلة للمجرمين، وَهُنَاكَ بَعْض النَّاس حولنا ممن يتصرفون بسذاجة عِنْدَمَا يعرض عَلَيْهِم مكسب غير مَعْقُول، وكأنهم يَقُولُون للمحتال: أرجوك تعال انصب علي.
Mrajaby1971@gmail.com