في ذكرى حكيم الأمة وسيد الرجال
د. خلف الحمّاد
13-11-2018 04:25 PM
يحيي الأردنيون بكل إجلال وإكبار في الرابع عشر من تشرين الثاني في كل عام ذكرى ميلاد الحسين بن طلال طيب الله ثراه باني الأردن الحديث، الذكرى التي أردنا جميعاً أن تبقى خالدة خلود الوطن ورمزاً للعطاء والبذل والتضحية.
ونستذكر في ذكرى ميلاده طيب الله ثراه صاحب القيم الأصيلة ومكارم الأخلاق نهجاً وسلوكاً، وهو الذي حمل لواء رسالة الثورة العربية الكبرى، وجسد مبادئها عملاً وعطاء على مدى سبعة وأربعين عاماً، حيث شهد له العالم أجمع بأنه رجل المواقف الذي لم يتوان أبداً عن الدفاع عن حقوق أمته وتطلعاتها المشروعة في الحياة الحرة الكريمة بعيداً عن التبعية والهوى والمصالح الذاتية؛ لتأخذ مكانتها اللائقة بين أمم العالم، فعطاء جلالته الذي قاد المسيرة مليء بالإنجازات، قائداً حمل الأردن إلى بر الأمان والسلام برؤيته السديدة، وحنكته المشهودة وتفاني شعبه، والتفافهم حوله. وتستمر المسيرة المظفرة بالإنجازات في عهد الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الذي استطاع كذلك أن يرسي قواعد الأمن والاستقرار وسط إقليم ملتهب.
وتتزامن هذه الذكرى مع حدث مهم عالمياً وهو منح جلالة الملك عبدالله الثاني جائزة تمبلتون للعام 2018 تقديراً لجهوده المبدعة في تحقيق الوئام في العالم الإسلامي بشكل خاص، وبين العالم الإسلامي وغيره من أتباع الديانات الأخرى، إذ لم يسبقه في هذا المضمار أي زعيم سياسي آخر على قيد الحياة، وهذا مدعاة للفخر والاعتزاز من الأردنيين خاصة والعرب عامة، وجلالته يواصل مسيرته على نهج الآباء والأجداد من بني هاشم الغُرّ الميامين بخطى ملؤها الثقة والبصيرة والحكمة، والفكر المستنير الذي يعلو بالأردن ويرتقي بالإنسان.
ولا زلت في هذه الذكرى أتذكر موقفين لي شخصياً مع المغفور له الملك الحسين، أحدهما بتاريخ 2/6/1988 بمناسبة يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، وفي حفل مهيب في مدينة الحسين للشباب إذ تشرفت أن منحني وسام الاستقلال العسكري من الدرجة الخامسة تقديراً لجهودي المتميزة في عملي، أم الآخر فبتاريخ 13/8/1992 في أكاديمية الشرطة الملكية فكان جلالته في وداع عدد من نشامى الأمن العام الذين تم اختيارهم للمشاركة في قوات حفظ السلام الدولية، التي قررت هيئة الأمم المتحدة إرسالها إلى كمبوديا مراقبين دوليين، إذ كان لي شرف المشاركة فيها، وقال جلالته لنا في ذلك اليوم إن مشاركة الشباب الأردنيين في حفظ السلام هو امتداد للدور الإنساني الذي يؤمن به، ورغبته في تحقيق السلام في جميع بقاع الأرض، معرباً عن أمله أن نقوم بواجبنا على الوجه الأكمل، وقال لنا: (أنتم سفراء للوطن، ومرآة عاكسة له، فكونوا على قدر المسؤولية). فكانت كلماته توجيهاً لنا في عملنا الجديد، وتفضل جلالته بمصافحتنا واحداً واحداً.
وبهذه الذكرى يجدد الأردنيون الولاء والانتماء لوارث العرش الهاشمي قائدنا جلالة الملك عبدالله الثاني، وكلهم عزم وتصميم على مواصلة مسيرة الخير والبناء بكل ثقة وهمة عالية من أجل إعلاء بنيان الوطن وتعزيز مكانته.
وندعو الله العلي القدير أن يرحم الحسين حكيم الأمة وسيد الرجال ويسكنه في جنات النعيم، وسيبقى فينا ما حيينا، لأنه الأسطورة التي لن تتكرر، وأن يحفظ جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وأن يمتعه بالصحة والعافية، ويحفظ الاردن قوياً عزيزاً حراً، وأن يديم نعمة الأمن والأمان.