عبد المجيد شومان والمسيرة صاعدة ومستمرة
05-07-2009 05:45 AM
تمر اليوم أربع سنوات على الرحيل المؤلم، وعلى الغياب الفاجع، لعبد المجيد شومان أبو العبد العربي ، الذي نترحم عليه، ونسأل الله أن يجزيه خير الجزاء وان يغمره برحمته الواسعة، على ما قدم وأعطى، ونرتّل على مثواه الطيب اليوم، فاتحة الكتاب، الفوّاحة بالطهر والإيمان والشكر على نعمائه، ونتلو خاشعين ضارعين: ولسوف يعطيك ربك فترضى ..، فقد أدى أبو العبد الأمانة، وأشاد الصرح، وبثّ فيه من عزيمته الهائلة، ومن إرادته الصلبة، ومن روحه الوثابة، ما مكنه من المضي في الصعود، والتطور والنمو والازدهار، فحقت لروحه بإذن الله الرحمة والمغفرة والسكينة.
عبد المجيد شومان - أبو العبد - واحد من القادة الاقتصاديين العرب، التاريخيين، النادرين، المنقوش اسمه بأحرف من فخر وكبرياء، على رأس مسلة العمل المصرفي العربي، فقلما تمكّن فرد من هكذا انجاز، يخالط الإعجاز، وقلما استطاع رجل أن يملك كل هذه النواصي والأعنّة في يد واحدة.
وحق لعبد المجيد شومان، أن يرقد هانئا، قرير العين، مرتاح الضمير، فقد حقق معادلة الابن الصالح والذكر الطيب، وقدم لأمته وللأردن، عملا صالحا، يتمثل في البنك العربي، إمبراطورية العمل المصرفي العربي، وأشادها راسخة الأركان، عظيمة البنيان، على قواعد من الثقة والائتمان، والعمل المؤسسي الشفاف، والتطور والتحديث، ومواكبة آخر الصيغ التقنية الحديثة، والتحوطات الرشيدة، التي صانته، ومكّنته من الحفاظ على نمو متصاعد، ومصداقية فريدة.
وان مركبة هائلة، كمركبة البنك العربي، لا تمضي إلى الأمام بلا ربّان، ولا تصعد كل هذا الصعود الشاهق بلا ربّان، ماهر خبير محنك، له القدرة ولديه الخبرة، وفي دمه تقاليد آل شومان المصرفية، المتوارثة كابرا عن كابر، وجيلا اثر جيل. لقد كان فقيدنا الغالي، يحب أن يناديه الأقربون والأصدقاء، بلقب أبو العبد، اعتزازا منه بنجله عبد الحميد، الذي كان في حجم الثقة المطلوبة، والأمل المرتجى، المعقود عليه، لتولي اكبر المسؤوليات، في عالم المصارف العربي، والاستجابة الإبداعية، لأكبر التحديات، ليس البقاء والاستمرار فحسب، بل والنمو والتطور المتزايد المتراكم. وقد حرص عبد الحميد، على إعادة افتتاح فروع البنك العربي، التي افتتحها المرحوم والده، والتي أممت في حقبتي الستينات والسبعينات، فأعاد تواجد البنك العربي في سوريا عام 2005، وفي ليبيا عام 2008، وفي السودان عام 2009.
نفتقد أبا العبد، مع كل أركان البنك العربي وأركان العمل المصرفي الأردني والعربي ابناء جيل الفقيد، ونطلب لروحه الرحمة، ونشدّ بكل اطمئنان، على يدي عميد آل شومان، وربّان البنك العربي المبدع، عبد الحميد شومان، نجل فقيدنا الغالي، وموضع ثقته، ومحقق آماله وتطلعاته، في بنك عربي عملاق، مكين كالطود، ثابت كالرواسي الشامخات، ونعلن عن ثقتنا، بأن البنك العربي، يمضي بقيادته المجددة، بثبات وقوة وعزم، من رفعة إلى رفعة ومن نجاح إلى نجاح، وبرهاننا الواضح والحاسم، هو أن البنك العربي قد حصل على جائزة أفضل بنك في الشرق الأوسط والأردن للعام 2009، عام الأزمة المالية العالمية، فقد قيض الله لهذه المؤسسة الأردنية الكبرى، من كان أمينا على تقاليدها وعراقتها، وجديرا بقيادتها وتقدمها وقد أخذ القوس باريها.
الرأي