هجوم الحكومة على الأخوان ..
عارف البطوش
07-05-2007 03:00 AM
الحكومة القائمة بما لها على قلته وما عليها على كثرته انتهت مدة صلاحيتها واقترب موعد اقلاعها من الدوار الرابع فهي في احسن احوالها ستستمر الى حين انتهاء الجوقة الأنتخابية لا اكثر ، ولكي اكون منصفا فقد سجل الأردنيون لرئيسها موقفا غير مسبوق حين خرج عن صمته و وصف الفساد بانه غول كبير يطعمه ويأكل منه متنفذون انقطع البث قبل ان ياتي على ذكرهم .الهجوم الذي تشنه الحكومة على جماعة الأخوان هجوم تقليدي دأبت على شنه الحكومات السابقة لمبررات منطقية تارة وتارة اخرى لمجرد انه اصبح تقليد حكومي خصوصا حين تبدأ الحكومة بحزم امتعتها تأهبا للرحيل.
الأخوان المسلمون بدورهم يحتاجون الى تعديل تكتيكهم الموغل في السرية ، فأنا كناخب من حقي أن أعرف مواقفهم السرية من قضايانا العلنية ذات الأهمية العالية ( الوطن البديل ، الكونفدرالية ، ترانسفير ما بعد الكونفدرالية اذا ولدت، ........... الخ) .
فليس من المعقول ان امنح صوتي لجماعة نطلع على رؤيتها ومواقفها من خلال زلة لسان لاحد صقورها أو حمائمها أو من خلال تصريح لاحد قياديها الذي اختلف معهم فطلقهم او طلقوه ، من يريد لافكاره ان تبقى في غياهب صدره فمن الاجدى له ان يستمر في اعتكافه بعيدا عن لعبة السياسة التي لم تعد لعبة سرية في موسم الانتخابات على الاقل.
انا كناخب ابحث عن برنامج مكتوب يشرح خطة عمل الجماعة في كافة القضايا الكبرى والصغرى وحياة الاردنيين اليومية من صحة وتعليم وقضاء وبطالة وسياسة خارجية وحقوق الانسان ووووووووووووو ولا ابحث عن شعارات ، ( فالاسلام هو الحل ) يبقى مجرد شعار حبيس الميتافيزيق مالم يقل لنا رافعوه كيف نضعه تطبيقا على الارض ليكون مفهوما ومقنعا وذا قيمة وعقلانيا ايضا .
اذكر ان أحدهم وجه سؤالا لقيادي في الجماعة حول كيفية التعاطي مع هجرة اليهود من الشتات الى فلسطين وكيفية الرد على موجات الهجرة هذه ؟ فاجاب : بان على الأردن ان يستقبل اعدادا كبيرة من المسلمين الأسيويين و توطينهم في ارض الحشد والرباط لخلق توازن ديموغرافي بين هنا وهناك .
اي موقف بحق السماء هذا الموقف السطحي الذي ذهب بعيدا في الجهل وقصر النظر ؟ وأي ردة فعل طفولية هذه التي تعكس عدم النضج والإتزان؟
انا كناخب ابحث عن مصالح بلدي التي هي في النهاية مصلحتي و مصلحة أ ولادي و احفادي من بعدي سأمنح صوتي لبرامج علنية واقعية لا لبرامج سرية خيالية ، فالأردن ليس جزيرة معزولة في البحر الكاريبي ينزل الله على شعبها المن والسلوى فيغنيهم عمن سواهم .
أنا كناخب لن امنح صوتي لمن يعزي القاتل لا القتيل .