التحالف الوطني لمُسلمي فرنسا يُدين محاولات استهداف السعودية
12-11-2018 08:57 PM
عمون - تساءل التحالف الوطني لمُسلمي فرنسا عن المُستفيد الحقيقي من مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الحادثة التي تزامنت مع موعد فرض العقوبات الأمريكية على إيران، ومع اللقاء الاقتصادي العالمي بالرياض، مما يدلّ على وجود مؤامرة تستهدف المملكة العربية السعودية التي هي السند والداعم الأساسي للمُسلمين كافة في العالم، مُشيراً لوجود جهات مشبوهة كانت مُتربّصة للحادثة، وهي من دبّر هذه العملية التي أدانتها السعودية بكل حزم.
وأشاد التحالف، أكبر الاتحادات الإسلامية في فرنسا، في تصريحات خاصة لـ24، بالمكانة الكبيرة التي يحتلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على الصعيد الدولي، والدور المشهود للمملكة العربية السعودية في تحقيق الأمن والسلام العالمي وتعزيز الحوار بين الحضارات والديانات، وفي ذات الوقت مُساندتها للشعوب الإسلامية وللقضايا الإنسانية العادلة في كلّ بقاع العالم.
أعرب التحالف عن تقديره لجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي توعد بالقضاء على المفسدين في الأرض وأذنابهم، ويقوم بكل قوة بالدفع بالمملكة قدماً إلى المزيد من التقدم المادي والمعنوي، والانفتاح على العالم، متوقعاً أن يجعل منها أوروبا جديدة، يقصدها القريب والبعيد.
ووصف التحالف هذه الجهود بأنها مشروع غاية في الأهمية، لكنّ أعداء التقدم والازدهار استنبطوا من ذلك بداية نهايتهم، فاغتنموا الفرصة لمهاجمة ولاة أمرهم الذين يريدون كتابة تاريخ جديد مشرق لوطنهم وشعبهم.
التحالف الوطني
ويُمثّل "التحالف الوطني لمُسلمي فرنسا"، ما يزيد عن 250 مسجداً معروفاً في باريس وغيرها من المدن الفرنسية، ويسعى الاتحاد لأن يكون فضاءً شاملاً مُبدعاً وواعداً بعيداً كل البُعد عن أيديولوجيا التطرّف والتخريب التي أساءت للإسلام في أوروبا، وبما يُعزّز من جهود دمج الجاليات المُسلمة في المُجتمع الفرنسي، وذلك في وجه محاولات الإسلام السياسي التحريضية ذات الأيديولوجيات المُتطرفة.
وفي تصريحاته لـ24، أدان رئيس التحالف ومدير المؤسسة الفرنسية للدراسات الاستراتيجية في باريس كريم أفراق أحمد، الاتهامات التي كالها الحاقدون والمتربصون ضدّ السعودية، من دون أدنى صدق أو حق، في ظلّ غياب الأدلة المادية والبراهين القاضية، مما يؤكد أنّ تلك الجهات الحاقدة متورطة في الجريمة حتى النخاع، ولها حتما اليد الطولى فيها، مُعتبراً أنّ المُنفذين لم يتجرّؤوا على فعلتهم تلك من تلقاء أنفسهم.
وأكد الباحث الفرنسي المُختص بشؤون الإسلام، أنّ الدلائل كافة تؤكد عدم تورط قيادة المملكة في هذه المقتلة البأساء على الرغم من ما أذاعه بعض الإعلام المُغرض، فإلى اليوم لم يأتِ أحد من هؤلاء، على كثرتهم، بدليل واحد يبرهن على صدق ما يدعون.
ونبّه أفراق إلى أنّه قد فات هؤلاء المدعين أن جمال خاشقجي كان واحداً من كبار أعضاء الإخوان الإرهابيين القريبين من زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، فكراً وقلباً، فلطالما تردّد على زيارته زمن حرب أفغانستان كصحافي مكلف بتغطية الحدث، جاهراً مراراً بأمنيته التي ينتظر تحققها يوم حمله السلاح لمحاربة الكفرة والفجرة كما كان يدّعي، كباقي إخوانه من "المجاهدين". وهي أمنية عزيزة جعلته يبكي بحرارة يوم إعلامه بمقتل أسامة بن لادن على يد الجنود الأمريكان، على الرغم من كون هذا الأخير بات معدوداً في قائمة كبار الإرهابيين باعتراف دول العالم أجمع.
كما فات هؤلاء، وفقاً للتحالف الوطني لمُسلمي فرنسا، أنّ جمال خاشقجي كان واحداً من كبار أعضاء الإخوان الإرهايين الذين تفانوا في إحياء وإنعاش وتغطية ما سماه الإعلام الغربي حينها بالربيع العربي، ذاك الجحيم العربي الذي ذهب ضحيته الملايين من الأبرياء، نساء ورجالاً، صغاراً وكباراً. ذاك الجحيم الذي كاد أن يأتي على كل أخضر ويابس ببلاد الإسلام، والذي ما زالت ناره تأكل اليمن والعراق وليبيا وسوريا وتونس.
ولفت مدير المؤسسة الفرنسية للدراسات الاستراتيجية إلى أنّه على الرغم من أنّ نشاط جمال خاشقجي أهّله لتصدر قائمة أعداء السلطات السعودية التي أخذت على عاتقها محاربة الإسلامويين حيثما كانوا، إلا أنّ هؤلاء نسوا، أو تناسوا، أن الرجل عاش حيناً طويلاً من الدهر بين ظهراني تلك السلطات، فما بالها لم تكترث به ولم تأمر يوما بتصفيته أو حتى اعتقاله لو كان ذلك من سياستها.
وفي ختام حديثه، أكد كريم افراق أنّه، وحتى مقتله فقد كان خاشقجي جزءاً من المنظمة الدولية للإخوان الإرهابيين، انضم إليهم عندما كان لا يزال طالباً، وهو لم يكن رجلاً عادياً على الإطلاق، فقد كان يعارض الدولة العلمانية بشكل واضح، وكان من بين أولئك الذين يرون الخلاص في تشكيل الخلافة الإسلامية.