عندما يستشهد أحد أفراد الدفاع المدني أثناء قيامه بواجبه في سبيل الانسان؛ فأنت في الأردن.
وعندما يستمر أحد أفراد الدفاع المدني في عملية البحث عن مفقود رغم إصابة أصابته طفيفة كانت أم بليغة؛ فأنت في الأردن.
وعندما يتم تكريم أحد رجالات الدفاع المدني ماديا ومعنويا، ويكافأ خير مكافاة على جهوده الجبارة في محاولة إنقاذ كل نفس تزفر قد جرفها سيل غادر بعدما قطع إجازته لأداء الواجب لأجل الإنسان؛ فأنت في الأردن.
وعندما تتحول أماكن العبادة إلى مراكز إنذار مبكر لأجل الانسان؛ فأنت في الأردن.
وعندما تتحول المدارس الحكومية وأماكن العبادة إلى مراكز إيواء للإنسان المتضرر من أية كارثة طبيعية؛ فأنت في الأردن.
وعندما يمسي الجيش والأمن العام والدرك قوات إنقاذ وإغاثة للإنسان في مساندة مباشرة لأجهزة الدفاع المدني؛ فأنت في الأردن.
وعندما يطغى الحزن على وجه المسؤول، وتبدو علامات التعب والارهاق واضحة جلية في عينيه وهو يتابع كل صغيرة وكبيرة لأجل الانسان؛ فأنت في الأردن.
وعندما يأمر رأس الدولة بتشكيل لجنة للتحقيق ولتقصي الحقائق في أية قضية تمس الانسان لمحاسبة المسؤول على التقصير إن وجد، وعلى أخطائه إن كانت نتيجة الاهمال والتقاعس؛ فأنت في الأردن.
لربما يحصل كل هذا أو أكثر أو بعض منه في دول أخرى، لكنه على الأقل يحصل هنا في الأردن.
ولا مراء قيد أنملة في طغيان الفاسدين وتجبر المتنفذين في هذا الوطن الغالي، لكنني أحاول الآن جاهدا النظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، وأما الجزء الفارغ فعندي أمل كبير بأنه سيمتلئ يوما ما ليكون الأردن الوطن الذي يحلم الجميع بحمل جواز سفره.
وإمتلاء الجزء الفارغ من الكأس لا يحدث بين ليلة وضحاها، ولا شك قيد شعرة أنه يحتاج إلى وقت طويل حتى نرى الكأس قد إمتلأت، لكنه يحتاج إلى قطرة أولى من التغيير، والقطرة الأولى في التغيير لن تأتي إلا من عندي ومن عندك عزيزي القارئ وتكون في قول كلمة حق في هذا الوطن، وثاني قطرة في التغيير تكون في "الإحترام"، وثالث قطرة في التغيير تكون في تحرير الفكر.