تعيين الامير حسين بن عبدالله وليا للعهد ، كان تسمية رسمية ، لولي العهد ، المعروف دستوريا ، بأنه الامير حسين ، كونه النجل الاكبر للملك.
في كلام مع مسؤول رفيع المستوى قبل عامين ، قال ردا على سؤال طرحته ، ان الملك لم يكن يرغب خلال السنوات القليلة الماضية بتسمية الامير حسين وليا للعهد ، برغم انه هو ولي العهد ، عمليا ، وسبب ذلك يعود الى رغبة الملك بأن يعيش الامير حياته بشكل طبيعي ، في بيته وفي المدرسة ، وبين اصدقائه ، وان لا يحمل المسؤوليات المعنوية ، المتعلقة بتسميته وليا للعهد ، بالاضافة الى اي مسؤوليات اخرى ، قبل وقتها ، واضاف المسؤول ان هذا هو السبب الوحيد لعدم تسمية ولي العهد ، وجاء ذلك ردا على مقال كتبته في مجلة باريسية حول ولاية العهد ، متسائلا حول سبب عدم التسمية.
الخميس صدرت الارادة الملكية السامية بتسميته وليا للعهد ، والارجح ان نشاطات الامير ستكون مدروسة بدقة شديدة ، خصوصا ، انه ما زال في مطلع السادسة عشرة من عمره ، والارجح ايضا ان تتوسط نشاطاته ما بين دراسته ، ودخول تدريجي غير سريع الى نشاطات محلية وغير محلية ، وهي عملية ستبدأ تدريجيا ، ضمن صناعة "الصورة الانطباعية"لولي العهد ، وقرار الملك يثبت كم هي الدولة والعرش والدستور ، في حالة استقرار ، وثبات ، وان القرار يأتي في توقيته الطبيعي ، دون تأثر بأي اثارات حول هذا الموضوع.
العرش الهاشمي ، ليس مجرد ضمانة لاستقرار الاردن ، اذ ان الهاشميين ، كحالة تاريخية ممتدة الاف السنين ، وتتجلى في الاردن ، عبر الدولة الحديثة ومنجزاتها ، بقوا يمارسون الحكم على اسس من العدالة والتسامح والاقتراب من الناس ، باعتبارهم جزءا من الناس ، وليسوا فوقهم ، بالمعنى الذي نراه في دول عربية ، حين يكون الحاكم فوقيا ، او يتصرف بقداسة ليست من حق البشر ، والهاشميون ايضا ، كانوا وجه خير على هذه البلاد ، التي صاغوا وجودها الحالي ، ولم يتخلوا عن كونهم اصحاب مشروع عربي واسلامي ، جامع ، تعرض الى مؤامرات كثيرة عبر التاريخ .
مبروك للامير حسين ثقة الملك ، ولا نرى فيه ، الا كونه حلقة في السلسلة المباركة ، تستحق الدعم والمساندة بكل الوسائل.
m.tair@addustour.com.jo