المعايطة يكتب عن "القفز من سفينة التايتنك" .. هجوم ناري على الذهبي والمجالي
04-07-2009 01:51 AM
*رئيس الحكومة يبدو في وضع سياسي غير مريح *على رئيس المجلس ان يدرك انه في مرحلة انتقالية صعبة وبخاصة بعدما تلاشى التحالف الذي كان بينه وبين الاخوين الذهبي ..
..........
نتمنى ان تكون النهاية للازمة بين الاعلام والنواب باتجاه التوافق على اليات للتعامل واصلاح اثار قرار المجلس برد قانون دعم الثقافة , ونتمنى ان تكون خاتمة الاحزان , لكن كل تلك الازمة تركت وراءها خاسر سياسي رئيسي هو رئيس مجلس النواب الذي كان ماجرى من تداعيات في تلك الجلسة قنبلة يدوية القيت في حضنه وبقيت تتفاعل سلبيا ممثلة احراجا كبيرا له , ثم كانت سلسلة الاجراءات التي اتخذها المكتب الدائم بمثابة "مطب سياسي" حتى وان كان شريكا فيه , لان الامر كان في المحصلة ازمة سياسية ودليل على عدم قدرة الرئيس على توجيه المجلس نحو اولويات رقابية وتشريعية وليس الاستغراق في ازمة مع الاعلام .
ومما عزز القناعة بالاثار السلبية السياسية على رئيس المجلس حالة الهدوء والحكمة التي تعامل بها مجلس الاعيان ورئيسه مع القضية وتعديله القانون بتخفيض الضريبة الى 1% , وهذا ما سيضيف عبئا سياسيا جديدا على رئيس مجلس النواب وبخاصة في ظل سعي البعض لدفع المجلس نحو اجواء رفض لقرار مجلس الاعيان بحجة ان القبول بقرار الاعيان ادانة لموقف المجلس الذي رد القانون.
وربما على رئيس المجلس ان يدرك انه في مرحلة انتقالية صعبة وبخاصة بعدما تلاشى التحالف الذي كان بينه وبين الاخوين الذهبي , وهو تحالف مصالح خطف من خلاله كل طرف مايريد من اهداف , وسخر المجالي كل نفوذه وكتلته لتسهيل حياة الحكومة وكان لهذا مقثابل على صعيد توزير ابن المجالي ثم نقله لوزارة اخرى خلال التعديل ومعركة رئاسة المجلس اضافة الى الامتيازات التي جلبها الرئيس للنواب وكانت جزءا من اسباب تردي الصورة الشعبية للنواب.
لكن المراقب يدرك ان رئيس المجالي قد استعد جيدا وربما بدأ القفز من سفينة الحكومة , لان هذه " التايتنك" اوشكت على الذهاب بعيدا من حيث العمر والنفوذ , وامام الرئيس هدفين الاول المحافظة على موقعه كرئيس لمجلس التواب في الدورة العادية القادمة , وهو امر مهم على الصعيد الشخصي والسياسي , والامر الثاني الوقوف ما امكن امام فكرة حل المجلس لان هذا يعني للكثيرين ذهاب الى الظل وانتظار قرار تعيين في الاعيان قد لاياتي , وحتى العودة للمشاركة في الانتخابات القادمة فنه مغامرة قد تزيد فيها نسب المخاطرة .
ولهذا فان المراكب غادرت المرحلة السابقة والتي تمثلها الحكومة الحالية نحو محاولة اقامة نوع من الود مع توقعات المرحلة القادمة , وهذا يعني ان هناك العديد من القوى والاشخاص بدات بتقديم اوراق الاعتماد لما تتوقع انه قادم , وبناء تحالفات جديدة ولهذا نسمع عن لقاءات هنا وهناك ابطالها العديد من الجهات .
اما رئيس الحكومة فانه يبدو في وضع سياسي غير مريح ليس لان هناك توقعات برحيل الحكومة بل لان الايام الاخيرة حملت صورة سلبية في الراي العام للرئيس تمثل فيما يتم تداوله من قصص استغلال نفوذ لابنه, وهنا نتحدث عن الراي العام وليس القضاء والراي العام يبني مواقفه على ما يتم تداوله , وعزز هذه الانطباعات الصمت السلبي بحيث بدا وكان الامر اعتراف بما يقال , وما يعنينا هو البعد السياسي للقضية التي جعلت الرئيس في ايام حكومته الاخيرة تلاحقه حكايات استغلال نفوذ لمصالح مالية وهذا نقيض للصورة التي حرص منذ البداية على رسمها بانه ليس رجل منافع وانه رجل متدين نظيف .
ما نقوله ليس نفيا او اثباتا لما يتردد بل قراءة الامر سياسيا , وربما يتمنى الرئيس ان يغادر موقعه قبل ان يزداد خصومه وتفتح في وجهه ملفات وقضايا وحكايات , لكن الاعمار بيد الله تعالى وقرار بقاء الحكومات او رحيلها مرتبط بعوامل عديدة ربما هنالك من يعتقد ان من حسن ادارة المرحلة القادمة ليس فقط تغيير الحكومة بل تغيير ادوات ادارة الدولة وهذا قد يطيح بالكثيرين ممن استفادوا من معادلات المرحلة وسابقة وحصلوا حتى على ما لايستحقونه سياسيا.
عن يومية الغد.