ليس حيزا ترفيا ولا إكسسوارا نجمل به اروقة بيوتنا، وحتماً ليست رفوفاً نصفف فوقها بعضا من زوائد الكتب كمكمل لأناقة غرفة المعيشة، ولا أظنها ركناً فائضاً نرصف عليه إطارات الصور وليعلوه طبقة من غبار الوقت وتراب النسيان!!.
مكتبة المنزل ركن من اهم زوايا البيت، ولا تقاس قيمتها بسعرها وفخامتها بل من إصرار وجودها بشكل أساسي فاعل في نظام معيشة الفرد والأسرة تكمن القيمة الحقيقية والجوهر الأثمن من وجودها.
في سفري الكثير شاهدت مكتبات كادت ان تكون تحفة بما تحمله من كتب قيمة ومتنوعة وأكثر ما شدني هو نظام الإعارة بين الأصدقاء والأهل، بحيث يتم تبادل الكتب وفق نظام لطيف ومحبب يضمن إستفادة الطرفين مع قواعد عامة في أدب الإعارة والإستعارة.
الكتاب خير رفيق وقد يكون مصلحا وحكيما ذات الوقت، انيس الليالي الطوال، وأجمل هدية قد يقدمها شخص لك، قيمته الفكرية لن تتناقص بل تتكاثف وتعظم كل يوم، خبرات الكتب هي كنز يهدى إليك وعليك ان تدير هذا الكنز بطريقة تحفظ اناقة كتبك ومكتبك وتضمن إفادتك الآخرين من هذه المعلومات والأفكار دون ان تبقى متجمعة في مكتبتك مركونة للنسيان..
في بلديات العالم تقام هناك ليال للقراءة وأشهرها في إسبانيا، وتقام ساحات تشرف عليها البلديات لتنظيم إعارة الكتب بين الأهالي وبذلك تضمن التدفق الطبيعي لمقتنيات الكتب وتعميم الفائدة والتجديد الذي هو مبتغى الفرد والمجتمع.
مكتبات عامة تنتشر في جميع محافظات الوطن ربما حان الوقت لنتذكرها ولننهل من ينابيع معرفتها وبكلفة شبه مجانية... وتشكل فيضاً من العلوم والروايات القيمة والكتب النفيسة من امهات الكتب والأصول الأدبية التي شكلت عماد التراث الإنساني الغني..
مكتبتي مودع اسراري وأفكاري وفيها من دفاتر الذكريات كم جميل، في المكتبة يستريح العقل ويتحرر من ضيق القلق والإرهاق اليومي، فهي بمثابة منتجع فكري للعقل والروح وفسحة للتأمل بما تركه لنا كبار الأدب والتاريخ والعلوم وملاذ وجداني للتنعم بجماليات الشعر العربي ورحلة بصرية للتلذذ بأطايب اللوحات العالمية وحكايات منسية تحفظها فقط تلك الكتب الأمينة الوفية.
الترفيه العائلي والاجتماعي قد يكون مصدره من مكتبة عائلية متجددة ونامية كل يوم بكتب جديدة، وقد لا تحتاج لأن تذهب بعيداً للترويح عن نفسك وفي جانبك مكتبة تضم خلاصة رحلات وخبرات وتجارب نادرة..
مكتبتي عنوان ثقافتي...دعوة اطلقها لنستذكر هذا الكنز الثمين في بيوتنا وتلك الآبار الفكرية المملوءة بالعلم والثقافة!
Diana-nimri@hotmail.com
الراي.