اللهم عدوى يوم التغيير لسائر مؤسساتنا
هدى الحنايفة
10-11-2018 01:15 PM
من تعهد تكفل . هذا ما علمني اياه والدي رحمه الله ، وهو ذاته ما ظلت العرب تحرص عليه كخلق كريم من فرع الوفاء ، فحفظ عظمة اللسان لمفردة " عهد" واجب . لا تتخذ مثلها للعرط ولا التهرب ..
تاريخيا. في الشرق أعني . أرهقتنا تعهدات اكتشفنا فيما بعد أنها خالفت أربنا ، فما وجدنا من يذب عنا رياح الخيبة ، لكني أعلق على تعهدات للأهل ؛ إذ لا أظن أن يضنَّ امرؤ على أهله خيرا يعلمه ، وهذا ما تفاءلت به قبل أيام ، حين علمت بمبادرة مجلس إعتماد المؤسسات الصحية " يوم التغيير" ، الذي وسم لهذا العام بـ #تعهد_معنا ؛ لغاية تحسين تجربة المريض - فكم من مريض يقطب جبينه لدى عيادة طبيب ، وتطول به رحلة العلاج أحيانا كثيرة بلا طائل - الجميل . أن لا شرط للمشاركة سوى الرغبة ، هذا الدافع الذاتي ضابط يتجلى فيه حس المسؤولية . دافع طالما دعا لتغذيته علم النفس .
بإعلان المبادرة توالت التعهدات للمجلس من الأفراد والمؤسسات المعنية . منهم من كتب "أتعهد أن أبقى على مقربة من المريض بحيث يشعر بالأمان والطمأنينة أثناء تلقيه الرعاية الصحية.." ومستشفى يتعهد بدعم ممارسات غسل اليدين في وحدات رعاية المرضى عالية الخطورة ، وآخر وآخر ... حقيقة تعهدات تثلج الصدر. مساعي تظهر صحوة الحالة الوجدانية . ولا أراهم إلا من {الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا} ما حفظوا من " الإحتراق النفسي- Burnout syndrome" .
تأملت لو كان لكل مؤسسة مثل التجربة .. لوقفت الدولة على رجليها - وقوفا مهيبا معززا للتنمية - فقلت: " اللهم عدوى يوم التغيير لسائر مؤسساتنا". حتى يرضى الناس بدل سخطهم . اللهم روح الفريق التي نفتقد ..