هناك مواسم لصدور البيانات الماليه للشركات وبخاصه المساهمه العامه الا وهي اواخر السنه ونهايه الربع الاول ونهايه النصف الاول من كل عام وصدور هذه البيانات الماليه ليس بمحض ارادة الشركات فقط وانما بفعل قوانين الشركات والبورصات التي تلزم هذه الشركات باصدار تلك البيانات وفي هذه المواسم وكل ذلك بهدف اطلاع الجمهور عامه على نتيجه اعمال ادارات تلك الشركات وما تمكنت من حصده خلال تلك الفتره ومقارنه مع فتره ماليه مماثله ومن ثم دراسه التغيرات التي حصلت خلال فتره المقارنه ومن ثم محاولة الوصول الى الاسباب الكامنه وراء تلك التغيرات وهذا جزء مما يعرف بالتحليل المالي للبيانات الماليه
ولكن ما يجب ان يثير وان يلفت انتباه المستثمرين وقراء البيانات الماليه على مختلف مأربهم واهدافهم هوالتركيز على الامر الاكثر اثاره واهميه الا وهو مصدر صافي الارباح او الخسائر التي حققتها الشركه خلال الفتره المنظوره والتي يجب ان تكون قد اوضحتها الشركه اي ماهو الجزء النابع او المتحصل من نشاط الشركه الاساسي وما هو الجزء الناشئ عن مصادر اخرى غير النشاط الرئيسي للشركه ومثال ذلك على سبيل المثال الارباح او الخسائر الناتجه عن الاستثمار في الاسواق العالميه وبخاصه كان نشاط الشركه الرئيسي غير الاستثمار في ذلك النشاط
واذا كانت تلك الارباح او الخسائر ناتجه عن غير النشاط الرئيسي فيجب على المحلل المالي وقارئ البيانات الماليه استثناؤها من تحليلاته وتوقعاته للمستقبل لان تلك الارباح او الخسائر الاستثنائيه يستبعد ان تتكرر في الفترات الماليه القادمه ولان التقييم الاكثر عداله وموضوعيه لاعمال الشركه التي نرغب الاستثمار بها هو التركيز على نتيجه اعمالها وارباحها وخسائرها من النشاط الرئيسي لانه يفترض انها قد تاسست من اجل ممارسه اعمالها وفق انشطتها الاساسيه والتي على اساسها استقطبت جمهور المستثمرين فيها وهو مايجب ان يشكل الدافع الاول لمن يريد الاستثمار فيها او الانسحاب منها.
ولذا فان المستثمرين والمهتمين بالامر يتوقعون بان الشركه ستمارس الانشطه التي تم تحديدها ولكن يفاجئ المرء في كثير من الاحيان بان هناك عدد من الشركات قد غيرت من مجال نشاطها وغاياتها لتمارس اعمالا وغايات غير المحدده اصلا في دراسات جدواها الاقتصاديه او انها تضيف اعمالا وانشطه غير التي اعلنتها في خططها وغاياتها والبعض الاخر قد غير مسير نشاطاته بدرجه كامله واصبح يمارس اعمالا ليس لها علاقه بطبيعه نشاطه الاصلي المحدد في الاساس
ومن هنا يتسائل عديدون عن ماهيه الاسباب التي تدفع ببعض ادارات الشركات عن تغيير مسار اعمال وخطط شركاتهم الاساسيه لتمارس انشطه غير تلك المحدده في عقد التاسيس
وهنا يمكن حصر بعض منها وهو قد تغير الشركه من نشاطها بسبب انها تريد ايجاد مصادر دخل اخرى للشركه تجد بانه متاح لها ولهذا فهي تعتقد بانها تضيف خيرا على خير والبعض الاخر قد يتعثر في ممارسه الانشطه الاصليه التي حددوها لانفسهم ولهذا فهم يريدون ان يعوضوا ذلك التعثر من خلال الدخول في مجالات اعمال قد تضيف لهم بعض العوائد والارباح التي تستر ذلك التعثر والبعض الاخر قد يرى بان مجال الاعمال الاخرى والغير مرتبطه في نشاطاته الاصليه اكثر سهوله ولهذا يقدم عليها بدلا من التخصص والبحث عن اخر التطورات والتحديثات في المجال الذي اختاره لشركته
والبعض الاخر قد يقول بان لديه فوائض ماليه ولماذا لايستثمرها في مجالات اخرى قد تدر عليه بعض الدخل يعزز من قدراته الربحيه امام المستثمرين ولكن قد يقال بان من الاجدى لتلك الشركه او غيرها ان تستثمر ها في نشاطها الاصلي او في تطوير مجالات عملها الاصليه بدلا من استثمارها او المغامره في استثمارات قد لا تكون من تخصصه او ليس لديهم ادنى فكره عنها
وفي كل الاحوال ان الحكم على نجاح الشركه وادارتها يتاتى من الحكم على الارباح المتحققه من النشاط الاصلي للشركه وليس من الانشطه والايرادات الاخرى باعتبار ان النشاط الاصلي للشركه هو نشاط من المفروض انه مستمر ومتواصل اما الايراد المتاتي من النشاط الغير اصلي للشركه او من الايرادات الاخرى فهو معرض بان لايتكرر ويبقى امره غير معلو م ومؤكد فما حققته الشركه هذه السنه من ارباح او خسائر من الانشطه الغير اصليه قد لا يتكررفي السنوات او الفترات المستقبليه .

salabsi@yahoo.com