عمون- قال الأردن انه حقق خلالَ السنواتِ الأربعِ الماضيةِ إنجازاتٍ مهمة غير مسبوقةٍ على صعيــدِ الإصلاحِ وتعزيزِ حقوقِ الإنسانِ والحرياتِ الأساسيةِ، وذلك على الرغم مما تشهـــدهُ المنطقةُ من تحولاتٍ واضطراباتٍ وتداعياتٍ أمنيةٍ خطيرةٍ.
وقال رئيس الوفد الرسمي الأردني للاستعراض الدوري الشامل الثالث في جلسة مناقشة الأردن في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف باسل الطراونة ، انه سيتم تضمينُ نتائجِ توصياتِ الاستعراضِ في إطارِ خطةٍ وطنيةٍ تنفيذيةٍ لتحسينِ حالةِ حقوقِ الإنسانِ في الأردنِ ومواءمتِها مع محاورِ الخطةِ الوطنيةِ الشاملةِ لحقوقِ الإنسانِ 2016 - 2025 بمشاركةِ كافةِ الفئاتِ الفاعلةِ من أصحابِ المصلحةِ في المجتمعِ الأردنيِ وبالتنسيقِ مع المنسقِ العامِ الحكوميِ لحقوقِ الإنسانِ ضمنِ مؤشراتِ أداءٍ محددةٍ وخطةٍ زمنيةٍ حسبَ الأولويات.
وأضاف الطراونة، ان الأردن يدرك ان التقدمَ في حالةِ حقوقِ الإنسانِ عاملٌ رئيسٌ في تحقيقِ الاستقرارِ وتعزيزِ الأمنِ والسلامِ العالميين، وتجذيرِ إحساسِ الأفرادِ والمجتمعاتِ بالمواطنةِ الحقةِ ، مشيرا الى أنه أولى هذا الجانبَ أهميةً خاصةً ، وأفردَ له حزمةً من التشريعاتِ والإجراءاتِ التي ألقتْ بظلالِها على الشعورِ الجمعيِ بالإحساسِ بالانتماءِ الحقيقيِ والعدالةِ في الوصولِ إلى الفرصِ والحقوقِ.
وعرض الطراونة أهمَ المستجداتِ والتطوراتِ المحرزةِ على حالةِ حقوقِ الإنسانِ منذُ الاستعراضِ السابقِ في العامِ 2013، مؤكداً أن هذه الآليةَ الأممية أتاحتْ فرصـةً للمملكة لتقييم حالةِ حقوقِ الإنسانِ تقييماً موضوعياً سعياً إلى الوصولِ إلى حالةٍ مُثلى بخصوصِ حقوقِ الإنسانِ، على الرغمِ مما تعانيه المملكةُ بسببِ التحدياتِ والظروفِ المحيطةِ. وقال ان المملكة ترحب بالتعاونِ معَ جميعِ الشركاءِ لإنجاحِ المهمةِ الإنسانيةِ النبيلةِ التي يضطلعُ بها مجلسُ حقوقِ الإنسانِ.
وقال إن المملكة تولي حمايةَ وتعزيزَ منظومةِ حقوقِ الإنسانِ أهميةً كُبرى، وتعملُ على ترسيخِها ،مستندة في ذلك إلى إرثٍ حضاريٍ كبيرٍ وإرادةٍ سياسيةٍ مستنيرةٍ ومنفتحةٍ بقيادة جلالةِ الملكِ عبدِ اللهِ الثاني أرستْ مبادئَ لدى المؤسساتِ الوطنيةِ، جعلتْ التحولَ الديمقراطيَ والإصلاحَ الشاملَ الرامي إلى الارتقاءِ بحقوقِ الإنسانِ نهجاً ثابتاً لا يتزعزعُ، وتُرجمتْ على أرضِ الواقعِ بإشرافٍ ملكيٍ مباشرٍ إلى ممارساتٍ حيةٍ تؤكدُ الحرصَ على تطبيقِ مفهومِ التنميةِ المستدامةِ، والاستثمارِ في الإنسانِ وحمايةِ وصونِ حقوقهِ لضمانِ الحياةِ الكريمةِ له.
وأضاف ان هذا لم يثْنِ عزيمةَ الأردنِ عن متابعةِ مسيرةِ الإصلاحِ والنهوضِ بحالةِ حقوقِ الإنسانِ، بل شكلتْ هذه التحدياتُ فرصةً للمملكةِ لإثباتِ صدقِ توجهِها وعزمِها واحترامِها لحقوقِ الإنسانِ وسعيِها الدؤوبِ لتعزيزِها، من خلالِ الموازنةِ بينِ الأمنِ والسلامِ ومكافحةِ الإرهابِ وحقوقِ الإنسانِ وترسيخِ مبادئِ سيادةِ القانونِ.
وقال إن نهجَ المملكةِ القائمِ على التشاركيةِ والتعاونِ بينَ سلطاتِ الدولةِ وإبرازِ دورِ المجتمعِ والحرصِ على إدماجِ الجميعِ وعدمِ إقصاءِ الآخرِ، يعدُ ضمانةً لمنظومةٍ متكاملةٍ لحقوقِ الإنسانِ، حيثُ تمَ التركيزُ على المناطقِ النائيةِ والمناطقِ الأقلِ حظاً.
وقال ان الدستورُ الأردنيُ كفل حمايةَ الحقـوقِ والحرياتِ الأساسيةِ للأفرادِ في جميعِ مناحي الحياةِ المدنيــةِ، والسياسيـــةِ، والاقتصاديةِ، والاجتماعيةِ، والثقافيـــةِ، وتضمنُ قواعدَ متفقةً مع المعاييرِ الدوليةِ التي تشكلُ بمجموعِها حمايةً فعليةً لحقوقِ الإنسانِ ومنعِ أيِ اعتداءٍ على الحقوقِ والحرياتِ أو المساسِ بها أو الانتقاصِ منها، وأعلتْ من شأنِ الإنسانِ وكرامتهِ، كما أعطتِ الحــقَ للأردنيين في إنشـــاءِ النقاباتِ والأحزابِ السياسيـــةِ، وكفلتْ حـقَ التعليـمِ وإلزاميتهِ ومجانيتهِ، وحقَ العملِ لجميعِ الأردنيينِ، وحظرتِ المساسَ بالإنسانِ وحقوقهِ ســـواءَ أكانَ بدنياً أم معنوياً.
وأضاف ان هذه القواعد أضفتْ حمايةً قانونيةً للأمومةِ والطفولةِ والشيخوخةِ والمرأةِ وذوي الإعاقةِ، كما كفلتْ هذه القواعدُ حريةَ الرأيِ والتعبيرِ وحريةِ الصحافةِ والطباعةِ والنشرِ، ووسائلِ الإعلامِ، والإبداعِ الأدبيِ والفنيِ والثقافيِ والرياضيِ، وضمنتْ حريةَ المراسلاتِ البريديةِ والبرقيةِ، والمخاطباتِ الهاتفيةِ، وغيرِها من وسائلِ الاتصالِ، وأكدتْ على اعتبارها سريةً لا تخضعُ للمراقبةِ أو الاطلاعِ أو التوقيفِ أو المصادرةِ إلا بأمرٍ قضائيٍ حمايةً لحقٍ ثابتٍ مستقرٍ.
وقال انه تنفيذاً للتوجيهاتِ الملكيةِ الساميةِ للارتقاءِ بمنظومةِ حقوقِ الإنسانِ بما يعززُ مكانةَ الأردنِ في رعايتِه وحمايتِه لها، ويؤكد الإيمانَ الأردنيَ بأهميةِ الإنسانَ والحفاظِ على حقوقِه باعتبارِه الموردَ الأغلى، وإعمالاً لمبادئِ الدستورِ ومبادئِ ميثاقِ الأممِ المتحدةِ والمواثيقِ الدوليةِ التي صادقَ عليها الأردنُ، جاء إعدادُ الخطةِ الوطنيةِ الشاملةِ لحقوقِ الإنسانِ (2016-2025) بالتنسيقِ معَ الجهاتِ الرسميةِ وغيرِ الرسميةِ ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِ. وأضاف ان هذه الخطة جاءت بعدَ دراسةٍ معمقةٍ لحالةِ حقوقِ الإنسانِ في المملكةِ لمعالجةِ أوجهِ الخللِ القائمةِ على صعيدِ التشريعاتِ والسياساتِ والممارساتِ للنهوضِ بحالةِ حقوقِ الإنسانِ والارتقاءِ بها بما يتوافقُ معَ الثوابتِ الوطنيةِ ودستورِ المملكةِ وبما يراعي التزاماتِ المملكةِ بهذا الخصوص.
وأشار الى استحداثُ منصبِ المنسقِ الحكوميِ لحقوقِ الإنسانِ في رئاسةِ الوزراءِ عام 2014 ، والذي يعدُ مؤشراً على اهتمامِ الحكومةِ بقضايا حقوقِ الإنسانِ واستحداثِ آلياتٍ رسميةٍ ووطنيةٍ للتعاملِ مع هذا الجانبِ.
وقال ان مكتبُ المنسقِ الحكوميِ لحقوقِ الإنسانِ قام بعدةِ إجراءاتٍ ومتابعاتٍ ساهمتْ في تعزيزِ قضايا حقوقِ الإنسانِ وشكّلتْ ترجمةً فعليةً لتوجهاتِ الحكومةِ للتعاملِ مع منظومةِ حقوقِ الإنسان، وضمنَ النهجِ التشاركيِ والحواريِ مع مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِ وجميعِ الفعالياتِ الحكوميةِ وغيرِ الحكوميةِ والمنظماتِ الدوليةِ وغيرِها.
وبلغ عددُ فعالياتِ اللقاءاتِ الحواريةِ والنقاشيةِ التي عقدها مكتبُ المنسقِ الحكوميِ مع جميعِ الشركاءِ 223 فعاليةً منذُ الاستعراضِ الثاني حتى العامِ 2001.
وفي هذا الإطارِ قال الطراونة انه تم تشكيل فريقِ التنسيقِ الحكوميِ لحقوقِ الإنسانِ (ضباطِ الارتباطِ) المكونِ منْ (110) ضباطِ ارتباطٍ من كوادرِ الوزاراتِ والمؤسساتِ والدوائرِ الحكوميةِ والأمنيةِ والأكاديميةِ، والذي يعدُ تجربةً نوعيةً. وأضاف انه قد تمَ عقدُ العديدِ من اللقاءاتِ الدوريةِ المتتاليةِ معَ عددٍ من مسؤولي المؤسساتِ الوطنيةِ المعنيةِ بحقوقِ الإنسانِ وعددٍ من مؤسساتِ المجتمعِ المدنيِ لضمانِ استمراريةِ التواصلِ والتشاركيةِ، بالإضافةِ إلى إصدارِ تقاريرَ دوريةٍ وبياناتٍ إعلاميةٍ تظهرُ مدى التطورِ المحرزِ سواءٌ أكان على صعيدِ التشريعاتِ أو الممارساتِ أو السياساتِ تتعلقُ بمدى الانجازِ الحكوميِ حيالَ مواضيعِ حقوقِ الإنسانِ.
كما صدرَ قرارُ مجلسِ الوزراءِ في تشرين الأول الماضي والذي يقضي بترفيعِ المنسقِ العامِ الحكوميِ لحقوقِ الإنسانِ إلى رتبةِ وزيرٍ، الأمر الذي يدلُ على الاهتمامِ الكبيرِ في تعزيزِ وتمكينِ عملِ المنسقِ العامِ الحكوميِ والتأكيدِ على مأسَستِه.
ووجهَ مجلسُ الوزراءِ اللجنةَ القانونيةَ الوزاريةَ لدراسةِ جميعِ التشريعاتِ المتعلقةِ بحقوقِ الإنسانِ وتحديدِ الأولوياتِ ضمنَ برنامجٍ زمنيٍ للأعوامِ (2019ـ 2020).
كما قرر رئيسُ الوزراءِ بتاريخِ الشهر الماضي تشكيلَ لجنةٍ عليا برئاسةِ وزيرِ العدلِ وعضويةِ وزراءَ ومسؤولينَ من المؤسساتِ الوطنيةِ والسلطاتِ التشريعيةِ والقضائيةِ والنقاباتِ حول تحليلِ منظومةِ الاتفاقياتِ الدوليةِ المتصلةِ بحقوقِ الإنسانِ ومقارَنتِها ومقاربتِها مع نصوصِ القانونِ الوطنيِ وبيانِ مدى الحاجةِ إلى التدخلِ بالتعديلِ والتغييرِ أو سنِ القوانينِ بما يتماشى مع متطلباتِ الاتفاقياتِ الدوليةِ.
وتحدث الطراونة عن تعزيزِ التواصلِ بين المؤسساتِ الرسميةِ وتنسيقِ الجهودِ، مشيرا الى انه تم استحداثُ إداراتٍ لحقوقِ الإنسانِ في العديدِ من الوزاراتِ والمؤسساتِ الحكوميةِ، إضافةً إلى تشكيلِ لجانٍ متخصصةٍ لمتابعةِ تنفيذِ التوصياتِ الصادرةِ عن آلياتِ الحمايةِ الوطنيةِ والإقليميةِ والدوليةِ، كاللجنةِ الخاصةِ بمتابعةِ تنفيذِ التوصياتِ الصادرةِ عن آليةِ الاستعراضِ الدوريِ الشاملِ، وتوصياتِ الميثاقِ العربيِ لحقوقِ الإنسانِ في جامعةِ الدولِ العربيةِ، والتوصياتِ الخاصةِ بالمركزِ الوطنيِ لحقوقِ الإنسانِ، ومتابعةِ إنفاذِ برامجِ الخطةِ الوطنيةِ معَ الشركاءِ وإجراءِ حواراتٍ دائمةٍ، كما تمَ إصدارُ العديدِ من التعاميمِ تنفيذاً لهذهِ الغايةِ.
وقال الطراونة انه تم في أيلول الماضي إطلاقُ المنصةِ الالكترونيةِ الحكوميةِ لتلقي الشكاوى الكترونياً، وانه سيكون هناك نافذةٌ خاصةُ بتلقي الشكاوى المتعلقةِ بحقوقِ الإنسانِ ومتابعتِها من قبلِ مكتبِ المنسقِ العامِ الحكوميِ لحقوقِ الإنسانِ.
وأضاف ان الأردنُ أجرى عام 2016 الانتخاباتِ البرلمانيةِ بموجبِ قانونِ انتخابٍ جديدٍ وعصريٍ وهو الأمرُ الذي يعد حدثاً مهما على طريقِ الديمقراطيةِ والإصلاحِ الشاملِ بإشرافٍ وإدارةٍ من الهيئةِ المستقلةِ للانتخابِ التي ضمنتْ ومؤسساتُ الدولةِ إجراءَ هذه العمليةِ الانتخابيةِ في إطارٍ من الحريةِ والنزاهةِ والشفافيةِ ووفقاً لأفضلِ الممارساتِ الدوليةِ، ومراقبةِ العديدِ من الهيئاتِ المحليةِ والدوليةِ، وهو ما عززَّ من وجودِ شريحةِ الشبابِ كناخبينَ حيث تمكنَ كلُ من بلغَ السابعةَ عشرةَ من ممارسةِ حقِه الدستوريِ في انتخابِ من يمثلُه.
وشهدتْ نسبةُ تمثيلِ المرأةِ ارتفاعاً في البرلمانِ الثامنِ عشر، إذ بلغتْ 4ر15 بالمائة في حينْ كانت 6ر10 بالمائة في المجلسِ السابقِ سنة 2012.
وقال الطراونة ان المملكةُ أجرت عام 2017 الانتخاباتِ البلديةِ، وانتخاباتِ مجالسِ المحافظاتِ في ظلِ قانونِ اللامركزيةِ الذي طُبقُ لأولِ مرةٍ في تاريخِ المملكةِ ويهدفُ إلى تطبيقِ نهجِ اللامركزيةِ على مستوى المحافظاتِ من خلال منحِ الإداراتِ المحليةِ صلاحياتٍ أكبرَ، والتوسع في تبني الانتخاباتِ الديمقراطيةِ نهجاً لعملِ الدولةِ ولزيادةِ المشاركةِ الشعبيةِ في صنعِ القرارِ التنمويِ.
وبلغتْ نسبةُ الفائزاتِ بالمجالسِ المحليةِ 0ر32 بالمائة ونسبة ُالفائزاتِ بمجالسِ المحافظات 13 بالمائة من إجمالي عددِ المقاعدِ الخاصةِ بالتنافسِ، في حين فازتْ 32 سيدة عن طريقِ المقاعدِ المخصصةِ للنساءِ "الكوتا"، كما بلغ عددُ السيداتِ اللواتي ترأسن مجالسَهن المحليةَ 51 سيدةً.
وفي إطارِ تعزيزِ منظومةِ النزاهةِ وتكثيفِ جهودِ الرقابةِ وتوحيدِها قال الطراونة انه تم دمجُ كلٍ من (هيئةِ مكافحةِ الفسادِ) و(ديوانِ المظالمِ) في مؤسسةٍ وطنيةٍ واحدةٍ تسمى (هيئةُ النزاهةِ ومكافحةِ الفسادِ)، وقد صدرتْ بقانونٍ خاصٍ يُعدُ خطوةً إصلاحيةً مهمةً على صعيدِ توحيدِ المرجعياتِ في العملِ المتعلقِ بمكافحةِ الفسادِ والتحقيقِ في الشكاوى والتظلماتِ وتعزيزِ منظومةِ النزاهةِ الوطنيةِ.
وأضاف انه انطلاقاً من إيمانِ الإرادةِ السياسيةِ الأردنيةِ بأهميةِ حقوقِ الإنسانِ في تجذيرِ الإحساسِ بسيادةِ القانونِ، تضمنتْ الأوراقُ النقاشيةُ لجلالةِ الملكِ - وخاصةً الورقةَ النقاشيةَ السادسةَ بعنوانِ: "سيادةُ القانونِ أساسُ الدولةِ المدنيةِ" – ما يؤكدُ على أنّ الدولةَ المتقدمةَ هي التي تحمي حقوقَ الإنسانِ، وهذا هو الأساسُ الحقيقيُ الذي تُبنى عليه الديمقراطياتُ والاقتصاداتُ المزدهرةُ والمجتمعاتُ المنتجةُ.
وقال ان هذا هو الضامنُ للحقوقِ الفرديةِ والعامةِ والكفيلُ بتوفيرِ الإطارِ الفاعلِ للإدارةِ العامةِ، كما أنّ من صُلبِ مبدأِ سيادةِ القانونِ خضوعُ جميعِ الأفرادِ والمؤسساتِ والسلطاتِ لحكمِ القانونِ، وأنّ واجبَ كلِ مؤسسةٍ هو حمايــــةُ وتعزيزُ سيادةِ القانونِ بوصفهِ أساسِ الإدارةِ الحصيفةِ التي تعتمدُ العدالةَ والمساواةَ وتكافؤَ الفرص.
وأضاف أن تفعيلَ هــــذه المنظومةِ هو الأساسُ في معالجةِ مظاهرِ الغلوِ والتطرفِ التي بدأتْ تغزو المنطقةَ مستهدفــــــةً الشبابَ بشكــــلٍ رئيسٍ نتيجـــــةٍ الظروفِ العالميةِ والإقليميةِ والمحليةِ، مشكّلةً تحدياً في المنطقةِ والعالمِ، ما حمّلَ الأردنَ مسؤولياتٍ وأعباءَ إضافيةً للحفاظِ على حالةٍ متقدمةٍ لحقوقِ الإنسانِ .
وأشار الى انه تم عقدُ عدةِ لقاءاتٍ معَ القطاعِ الشبابيِ والطلابيِ والنسائيِ في الجامعاتِ والمعاهدِ والمدارسِ لغاياتِ إدماجِ مفاهيمِ حقوقِ الإنسانِ، بالإضافةِ إلى تشكيلِ لجنةٍ مشتركةٍ لغاياتِ إعدادِ منهاجِ حقوقِ الإنسانِ وإدخالِه في النظامِ التعليميِ لجميعِ الفئاتِ.
وللتأكيد على منظومةِ التشريعاتِ الناظمةِ لحقوقِ الإنسانِ في القضاءِ الأردنيِ قال الطراونة انه تم تشكيلُ اللجنةِ الملكيةِ لتطويرِ الجهازِ القضائيِ وتعزيزِ سيادةِ القانونِ، التي عملت على دراسةِ واقعِ القضاءِ ووضعتْ استراتيجيةً شاملةً لمعالجةِ التحدياتِ ومواصلةِ عمليةِ التحديثِ والتطويرِ والارتقاءِ بأداءِ السلطةِ القضائيةِ وتطويرِ أدواتِ العملِ بصورةٍ نوعيةٍ وتحديثِ الإجراءاتِ والتشريعاتِ للارتقاءِ بعمليةِ التقاضي وإنفاذِ الأحكامِ بما يضمنُ مواءمةَ معاييرِ حقوقِ الإنسانِ في التشريعاتِ الوطنيةِ .
وقال انه صدرَ (القانونُ المعدلُ لقانونِ أصولِ المحاكماتِ الشرعيةِ) الذي يتضمنُ إجراءاتٍ لتسهيلِ عمليةِ التقاضي وتيسيرِ سبلِ الوصولِ للعدالةِ الناجزةِ وحمايةِ حقِ التقاضي والتأكيدِ على المعاييرِ المتعارفِ عليها للمحاكمةِ العادلةِ، وتمكينِ المتقاضينَ من استئنافِ القراراتِ غيرِ الفاصلةِ في الدعوى والتي تؤثرُ على حقوقَهم وتوسيعِ نطاقِها.
كما صدر (قانونُ معدلٌ لقانونِ تشكيلِ المحاكمِ الشرعيةِ) الذي تضمنَ استحداثَ محكمةٍ عليا شرعيةٍ تتولى التدقيقَ على القراراتِ الصادرةِ عن المحاكمِ الشرعيةِ، وتم استحداثُ درجةٍ ثانيةٍ للتقاضي أمامَ المحاكمِ الشرعيةِ بحيثُ أصبحتْ محاكمُ الاستئنافِ الشرعيةِ- وفقاً للقانونِ المعدلِ- محاكمَ موضوعٍ، ، وإنشاء نيابةٍ عامةٍ لدى المحاكمِ الشرعيةِ التي من شأنِها العملُ على حمايةِ حقوقِ القاصرينَ وفاقدي الأهليةِ وناقصيها.
وصدر النظامُ الخاصُ بصندوقِ تسليفِ النفقةِ رقــم (48) لسنة 2015، إذ تمَ رصدُ مبلغِ مليونَ دينارٍ من الميزانيةِ العامةِ للدولةِ للعامِ 2017 لغاياتِ تنفيذِ أحكامِ هذا النظامِ، كما تم صرفُ ما نسبته 100 بالمائة من الطلباتِ المقدمةِ والمستوفيةِ للشروطِ، وهناك إسنادُ قادمٌ للصندوق.
وقال الطراونة ان الحكومةُ قامت بتشكيلِ لجنةٍ حكوميةٍ متخصصةٍ لمراجعةِ قانونِ منعِ الاتجارِ بالبشرِ، وعلاوةً على ذلكَ تعملُ الحكومةُ على مراجعةِ العديدِ من التشريعاتِ ذاتِ الصلةِ بمنظومةِ حقوقِ الإنسانِ وهي الآنَ تمرُ في المراحلَ الدستوريةِ والتشريعيةِ لإصدارِها.
ومن هذه القوانين قانونُ النزاهةِ ومكافحةِ الفسادِ، وقانونُ ضمانِ الحقِ في الحصولِ على المعلومةَ، وقانونُ الكسبِ غيرِ المشروعِ، التي من شأنِها أن تسهمَ في تعزيزِ مناخٍ تتحققُ فيه النزاهةُ الوطنيةُ بأبهى صورِها فضلاً عن تطوير منظومةِ حقوقِ الإنسانِ.
أما بخصوصِ إعفاءِ المغتصبِ من العقوبةِ حالَ زواجِه من الضحيةِ قال الطراونة ان المجتمعُ والسلطةُ التشريعيةُ توافقا على تعديلِ قانونِ العقوباتِ بإلغاءِ الحكمِ- الذي يُعفي من العقوبةِ- والواردِ في المادةِ 308 من قانونِ العقوباتِ.
وأضاف الطراونة انه انطلاقاً من إيمانِنا في الأردن بدورِ المرأةِ وأهميةِ حصولِها على حقوقِها غيرَ منقوصةٍ، استهدفَ مشروعُ "تمكينِ المرأةِ في القطاعِ العامِ" زيادةَ فرصِ النساءِ في تولي المناصبِ القياديةِ وبناءِ قدراتِهن وتزويدِهن بالمهاراتِ وتعزيزِ مشاركتِهن في رسمِ السياساتِ وصنعِ القرارِ وتم في هذا الإطار تدريبُ 360 موظفةً من القياداتِ المتوسطةِ خلالَ عامي 2015 و2016.
وصدر نظامُ العملِ المرنِ 2017 المستندِ إلى قانونِ العملِ، وتعليماتُ الدوامِ المرنِ المستندِ إلى نظامِ الخدمةِ المدنيةِ، وتم إطلاقُ الخطةِ الوطنيةِ لتفعيلِ قرارِ مجلسِ الأمنِ رقم 1325 المرأة والأمنِ والسلامِ، وشكل مجلسُ الوزراءِ "لجنةً وزاريةً لتمكينِ المرأةِ" بعضويةِ الوزراءِ المعنيين لدعمِ مشاركةِ المرأةِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والسياسيةِ وفي الحياةِ العامةِ.
كما تبنتِ الحكومةُ خطةَ التنميةِ المستدامةِ لعامِ 2030 تأكيداً على التزامِ الحكومةِ بإدماجِ النوعِ الاجتماعيِ ضمنَ عملِها، وتم تشكيلُ لجنةٍ قطاعيةٍ للمساواةِ ومراعاةِ النوعِ الاجتماعيِ، بهدفِ وضعِ إطارِ عملٍ لتطبيقِ أهدافِ التنميةِ المستدامةِ.
كما صدر القانونُ المعدلُ لقانونِ التقاعدِ العسكريِ 2015، الذي منحَ المرأةَ العاملةَ المزايا نفسَها الممنوحةَ للرجلِ عندَ التقاعدِ من الوظيفةِ، ونصّ قانونُ الضمانِ الاجتماعيِ 2014، فيما يتعلق بإنصافِ المرأةِ العاملةِ- على توريثِ راتبِ المرأةِ المتوفاةِ كاملاٍ لأبنائِها المستحقينَ كما هو حالُ راتبُ الرجلِ.
وصدر (نظامُ التعيينِ على الوظائفِ القياديةِ رقم 3 لسنة 2013 لضمانِ النزاهةِ والشفافيةِ والعدالةِ والمساواةِ في التعيينِ في الوظائـــــفِ القياديةِ وبما يعززُ إشغالَ النساءِ لتلكَ الوظائف.
وقال الطراونة ان العمل يجري على تحديثَ الاستراتيجيةِ الوطنيةِ للمرأةِ 2013-2017 للفترةِ 2020-2030 لتتضمنَ الهدفَ الخامسَ "حولَ المساواةِ بينَ الجنسينِ وتمكينِ المرأةِ" من أهدافِ التنميةِ المستدامةِ بالتعاونِ مع هيئةِ الأممِ المتحدةِ للمرأة وبدعمٍ من الإسكوا.
وأشار الى إعدادِ "مشروعِ قانونِ موازناتِ الوحداتِ الحكوميةِ للسنةِ الماليةِ 2018" لمراعاةِ النوعِ الاجتماعيِ، وان الحكومة تعكفُ على إجراءِ تعديلاتٍ لتقليصِ الفجوةِ في الأجورِ وذلك من خلالِ "مشروعِ قانونٍ معدلٍ لقانونِ العملِ" ليتواءم معَ المعاييرِ الدوليةِ.
كما تعملُ الحكومةُ على دعمِ وتفعيلِ إنشاءِ حضاناتٍ في القطاعِ الخاصِ،و نُفذَ بالتعاون مع المؤسساتِ الوطنيةِ ذاتِ العلاقةِ مشاريعُ منها مشروعٌ خاصٌ بدعمِ وتفعيلِ إنشاءِ الحضاناتِ في القطاعينِ العامِ والخاصِ "2017 - 2020" الذي يستهدفُ المرأةَ العاملةَ والطفلَ وتعزيزَ حقوقِهما من خلال توفيرِ بيئةِ عملٍ محفزةٍ للمرأةِ وبيئةٍ تعليميةٍ إثرائيةٍ آمنةٍ للأطفالِ منذ الميلادِ إلى أربعِ سنوات.
وصدر نظامُ الحضاناتِ الجديدِ لعامِ 2018 وتضمنتْ أحكامُه تنظيمَ وتسهيلَ إنشاءِ حضاناتٍ لدى جميعِ الجهاتِ الرسميةِ والتطوعيةِ والخاصةِ بحيثُ يخلقُ بيئةَ عملٍ ملائمةً للمرأةِ ويشجعُ على دخول المرأة سوق العمل .
وقال ان قانونُ الحمايةِ من العنفِ الأسريِ 2017 تضمن بنوداً إصلاحيةً تهدفُ للحفاظِ على كيانِ الأسرةِ والتبليغِ عن أيِ حالةِ عنفٍ أسريٍ مشيرا الى ان إدارةُ حمايةِ الأسرةِ تولي تسويةَ النزاعِ في قضايا العنفِ الأسريِ في الجنحِ بإجراءاتٍ رسمها القانونُ تنتهي بمصادقةِ المحكمةِ خلالَ مدةٍ أقصاها سبعةُ أيامٍ، شريطةَ موافقةِ الطرفينِ، ويمنع إجراؤها فـي الجناية علماً بأن القانونَ شمل أطرافَ الجنايةِ بالخدماتِ التي يجبُ تقديمُها.
وتوفر الخدماتُ الشرطيةُ والقضائيةُ والاجتماعيةُ والصحيةُ والإيوائيةُ لضحايا العنفِ الأسريِ من النساءِ والأطفالِ، وقد ألزم القانونُ المحكمةَ بالنظر في قضايا العنفِ الأسريِ بصفةِ الاستعجالِ، وبشكلٍ سريٍ، وتم توفيرُ تقنيةِ الربطِ التلفزيونيِ لحمايةِ الأحداثِ، وقضايا العنفِ الأسريِ.
(بترا)