قلبوا خزائن الشتاء
د. ايمان الشمايلة الصرايرة
08-11-2018 01:23 PM
يأتي الشتاء بالعطاء فتفرح القلوب وتنعش النفوس وتفرح الأرض والبشر ويزغرد الطير والشجر، ولكن أليس علينا أن نفرح بعضنا البعض، أليس علينا أن نجدد العهد مع الخير ونشره، أليس علينا أن نلبس الآخرين مما أعطانا الله، أليس علينا أن نعطف على أجساد أنهكها صقيع الشتاء، وتألمت أعضاؤها من قسوة المناخ.
إذن لنقلب خزائن بيوتنا أحذية وملابس وألعاب وأدوات منزلية ولنضعها بأبهى حلتها ونوزعها على من هم بحاجة إليها من الذين لم يستطيعوا أن يشتروها لأبنائهم، جودوا بالعطاء ليجود عليكم رب السماء، افتحوا أيديكم لترجع لكم محملة بالبركات.
تذكروا برودة الأجواء وهناك من ينامون بلحاف واحد وهناك من تدلف عليهم بيوتهم، وهناك من يلبسون الجوارب المرقعة، هناك من يلبسون المعطف الممزق، هناك من يتمنون مظلة تقيهم قطرات المطر، هناك من يذهبون للمدارس بأحذية مفتوحه من الأمام والخلف يتخللها الماء الذي يمر من خلالها أثناء مسيرهم بالشوارع.
تذكروا الأفواه الجائعة وتذكروا السجاد المهترء بأكثر البيوت الذي يشعرك بالصقيع عندما تقف عليه في بيوت الكثيرين، تذكروا الأكف التي تغطي الأيدي التي تبرد وهي تحمل الحقيبة المدرسية المهترئة.
تذكروا توزيع المعلبات التي تنقذ الكثيرين في وجبة العشاء وأنت تضنها بالشيء السهل، تذكروا ربطة الخبز الساخنة التي تقدمها لمن يحتاجها كيف تُفرح الكثيرين تظنها عندما تقلب اللقم بين صحن الزيت والزعتر، تذكروا وتذكروا ولتكن قطرات المطر تذكرنا بالعطاء والعطاء مثلما نفرح نحن بالعطاء (كيف يفرح بعطائنا رب السماء).