قليلة هي السير التي تكون خالصة بإنسانيتها ملتزمة بالمبدأ الذي إلتزمت به منذ أن انخرطت بالعمل العام وسعت ليس لخدمة الناس بإيصال صوتهم وحسب بل العمل لأجلهم ولأجل أن ينالوا حياة فضلى.
وسيرة سمو الأمير رعد بن زيد، هي واحدة من هذه السير المليئة بمعاني البذل والعطاء، فقد شغل سموه باكرا وفي عمر الـ 30 عاماً منصب مدير عام مؤسسة رعاية الشباب عام 1966م.
وتشير الوثائق في تلك الفترة إلى ان الدور الكبير الذي اضطلع به سموه، خاصة وما امتلكه من سيرةٍ أكاديمية، فسموه خريج خريج جامعة كامبردج عام 1960م، وحاصل على الماجستير من ذات الجامعة عام 1963م وعمل في مركز أبحاثها لشؤون الشرق الأوسط ل( 3)أعوام قبل أن يباشر العمل العام بالأردن.
أحدث سمو الأمير رعد بن زيد ثورة في المجتمع الأردني حيال مفاهيم الرعاية بذوي الاحتياجات الخاصة، وبدأت بواكير هذه المفاهيم مع تأسيسه للإتحاد الأردني لرياضة المعوقين، والذي بات نواة للجنة البارالمبية الأردنية.
وفي عهد سموه باتت لهذه الشريحة الإجتماعية مرافق وصالاتٍ لممارسة هذه الرياضة، ووضع الأردن على خارطة الدول التي تعنى بهم، وتقدمهم ليأخذوا دورهم.
وعلى امتداد (40) عاماً أسس سموه نهجاً أردنياً خالصاً بالحرص على مصلحة هذه الشريحة، وتوجت هذه الجهود التي رافقها مساعي تشريعية وغرس مفاهيم الرفق بهم ومنحهم المقدرة على العيش في المجتمع الأردني.
توجت جهود سموه بايجاد تشريع متقدم سمي بقانون الأشخاص المعوقين، وتأسيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والذي نص على احترام هذه الشريحة وصون كرامتها ومنحهم الفرص اللازمة ليأدوا واجباتٍ اجتماعية.
وبات هذا المجلس الذي هو ثمرة جهودٍ وعقودٍ من سيرة سمو الأمير مظلة تمتلك العلاقة مع وزارات التنمية الاجتماعية والعمل والصحة والمالية والتربية والتعليم والشباب وأمانة عمان، بهدف خدمة هذه الشريحة.
والأردنيون، في ذاكرتهم، وفي وجدانهم، يكنون لسمو الأمير رعد بن زيد آياتٍ من الإجلال على هذا الدور الإنساني، وتلك الإبتسامة والتواضع الذي رافقه على مدار عقودٍ من العمل العام.
فسمو الأمير رعد بن زيد، رائداً وأميراً هاشمياً يحمل ملامح الطيبة والحكمة والعطاء، وهو صاحب سيرة جديرةٍ بالدراسة والتوثيق لما لها من باعٍ طويل على اجتراح الحلول برغم الصعاب.
فالأردن بفضل هذه الجهود التي حظيت برعاية ملكية، قدم وجهاً آخر للإنسانية والعطاء لشريحة ذوي الإعاقة ، لا تتسع لها هذه العجالة !
ويستحق اليوم منا كلمة عوافي سموكم.