facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مبادرات تصنع المعجزات


د. محمود أبو فروة الرجبي
07-11-2018 06:36 PM

تنتشر المبادرات الشبابية فِي جامعاتنا، وَيُشارِك بِهَا عدد من الطَلَبَة النشيطين، وتؤدي –عَادَة- إلى نتائج إيجابية ملموسة عَلَى أرض الوَاقِع، لَكِن هُنَاكَ بعْض السلبيات الَّتِي تعتري مثل هَذِهِ المبادرات وَهِيَ أنّ المُشَارِكينَ فِيهِا يمثلون قِلّة من الشباب ويبدو أنّ هُنَاكَ إحجاما كبيرًا من قبل الشباب الآخرين لِلْمُشَارَكِة فِي هَذِهِ المبادرات لأسْبابٍ مُتَعَدِدَة، فَمَنْ المُعْتَاد أنْ ترى شابًا معينًا يُشارِك فِي أكثر من مُبادَرَة وأكثر من مَكَان، وَفِي المقابل تجد آخرين لا يشاركون فِي أي نشاط.
للآن لمْ يدرك كثير من النَّاس أهمية هَذِهِ المبادرات وَالعَمَل التطوعي فِي تَنْمِيَة المجتمعات، فناهيك عَن الإيجابيات الهائلة الَّتِي يحققها الشباب من خِلال التدرب عَلَى الْحَياة الْعَمَلِيَّة والابتعاد عَن العُنْف والتطرف، والتهيئة لسوق العَمَل، والنضج العاطفي والاجتماعي الَّذِي يؤدي بالشاب إلى أنْ يدرك قوانين الْحَياة ويبتعد قليلًا عَن الجو الخيالي الَّذِي يَعِيْش فِيهِ، فهَذِهِ المبادرات هي تدريب عَمَلي عَلَى الْحَياة الحقيقية، ثمَّ إنها تُعْطِي ثقة بالنفس وتجعل الشاب يَشْعر بأنه يقدم للمجتمع وَيُسَاعِد الآخرين.
المَطْلُوب من إدارات الجامِعات، والحُكومة مُمَثِّلَة بوزارة الشباب أنْ تدعم هَذِهِ المبادرات من خِلال ترخيصها بِطَرِيقَة سلسة، ومرنة من خِلال البَحْث عَن آلية تساعدها ولا تعطلها، وَيُمْكِنُ أن يضم نظام الجَامِعَات ما يشجع الطَلَبَة عَلَى مثل هَذِهِ المشاركات من خِلال تفعيل خدمة المجتمع بِطَرِيقَة أكثر عملية، وَلَنْ أتحدث هُنا عَن الدعم المالي، فأنا اعتقد أن أفضل المبادرات تَكُون من خِلال النشاط الذاتي للطلبة، بعيدًا عَن الضخ المالي، فَهُنَاكَ كثير من النشاطات الَّتِي لا تحتاج إلى مثل هَذَا الدعم.
يُمْكِنُ عَلَى سبيل المثال تبني عِشْرِينَ مُبادَرَة أوْ أكثر سنويًا وَجَعَلَهَا عَلَى المُسْتَوَى الوطني، وتغطي العاصمة والمحافظات، وحث الشباب إعلاميًا عَلَى المشاركة فِيهِا، ضمن أسس ومعايير شفافة، ووقتها سنرى كَيْفَ يُشارِك آلاف الشباب فِيهِا، وهَذَا هدف سام مهم لبلدنا.
لَوْ نظرت إلى أي مُبادَرَة شبابية ستجد الإبداع فِي إدارَتها، وستُفاجأ بعملهم ضمن ميزانية متواضعة تقترب من الصِّفْر، وَحِينما ترى النتائج ستشعر بالصدمة للإنتاجية العالية، وهَذَا لَهُ عَلاقَة باندفاع الشباب، وعدم تقيدهم بالتعليمات التَقْلِيدِيَّة المثبطة، وشعورهم العارم بأهمية الإنجاز، وكأننا أمام بركان متحفز للانطلاق.
طلبتنا لَدَيهم أوقات فَرَاغ كَبِيرَة، وَمُعْظَم جهدهم ضائع فِي الجُلوس عَلَى المَقاهي، وإلى أجهزة الاتصال الحَديثَة، مثل هَذِهِ المبادرات تقلل من فاقد الوَقْت، وتعود بفائدة عظيمة عَلَيْهِم وَعَلَى المجتمع.
شبابنا يَحْتاجُ إلى دعم حقيقي ومعنوي حَتْى يَتَمَكَن من تحقيق إنجازات عَلَى أرض الوَاقِع وَالتَّجارِب أثبتت أنَّ المبادرات الفردية هِيَ الَّتِي تصنع المُسْتَقْبل، وَيكْفِي الإشارة إلى أنَّ تويتر، وفيس بوك، وأمازون، وعلي بابا، هَذِهِ المشاريع كلها بدأت بمبادرات شبابية وبطموحٍ جامح وَلَكِنَّهَا استطاعت أنْ تقلب المعادلة الاقتصادية فِي العالم، وأنْ تسحب البساط من تَحْتَ شركات النفط والطاقة لتجعل هَذِهِ الشَّرِكَات فِي مُقدِّمَة المنظمات من الناحية الابتكارية والإنتاجية وحجم السُّوق.
شبابنا يستحق الأفضل وَتَحْوِيل الشعارات إلى أرض الوَاقِع وهَذَا ليْسَ صعبًا لكِنَّهُ يَحْتاجُ إلى التَعَامُل مَعهُ بعقلية القادة لا الموظفين.
Mrajaby1971@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :