تغييرُ المزاجِ وإسعادُ النفسِ
د. محمد الجبور
07-11-2018 05:31 PM
كثيرًا ما نقرأ أفكارًا لتغيير المزاج وإسعاد النفس وهي كثيرة و تلك مثل :
القراءة من كتاب، وممارسة الرياضة بين فترة وأخرى، وتغيير ديكور الغرفة، وتعلم شيء جديد في حياتك، وأن تقضي وقتًا مع الأطفال
و كذلك أن تُمارس دائمًا هوايتك التي تحبها و يتبع ذلك أن تستيقظ في الصباح مبكرًا و أن تكتب أهدافك اليومية، وأن تقوم برحلة ترفيهية فيها مغامرة و تحدٍ
و أن يكون لديك أصدقاء مرحون متفائلون يشرحون القلب و يسرون عن النفس بكلماتهم الرقيقة المفرحة
و من ذلك أيضًا أن تتابع بعض الحسابات الفكاهية عبر الشبكات الاجتماعية
و كذلك الخروج في نزهة برية أو بحرية و من ضمن ذلك أن تجلس جلسة تأمل أو تفكر مثل رياضة اليوجا
و كذلك التخطيط لرحلة سياحية أو ثقافية و أن تهتم بصحتك وتأكل طعامًا صحيًا وتبتعد عن الهواتف والشاشات مؤقتًا
و من ضمن ذلك أن تجلس مع كبار السن لتسمع أحاديثهم و تلمّ بخبرتهم و تجاربهم
و من الأمور الطيبة التي تحسن مزاجك أن تنام نومًا جيدًا
و من الأمور الرائعة التي تفرح النفس و تريح الضمير و هو أن تأخذ إجازة من عملك وتقدم خدمة لشخص محتاج تعود عليه بالمنفعة و تعود عليك بالثواب و الرضا من رب العالمين
كل ما ذكرته يساهم في تعديل المزاج ولكن ليس من أجل تحقيق السعادة كاملة حتى لو كان في بعض الأفكار ما يسعدك
لأن هناك فرقًا بين تعديل المزاج والسعادة فتعديل المزاج شعور مؤقت يشعر به الإنسان، ثم يعود مزاجه لطبيعته بعد انتهاء النشاط أو البرنامج الجديد، كما أن هناك بعض الأطعمة تعدل المزاج مثل الشوكولاته والفراولة والمكسرات ويقال إنها تفرز هرمون السعادة ولكن للسعادة معنى أكبر من تعديل المزاج فالسعادة شعور داخلي يحسه الإنسان ويتمثل في سكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير، وهو شعور دائم وليس مؤقتًا مثل تعديل المزاج
أما عن السعادة ، فإنّ ما يجعل الإنسان سعيدًا هو أن يعيش حياة طيبة وذلك من خلال الإيمان الشديد بالله سبحانه والعمل الصالح ، فقد قال تعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )
والحياة الطيبة هي سعادة الدنيا والآخرة ولهذا فإن كل برامج التدريب والكتب المؤلفة التي تتحدث عن السعادة فإن حقيقتها تتحدث عن تعديل المزاج ما لم يكن بالورشة التدريبية أو الكتاب إضافة تتحدث عن كيفية تقوية الإيمان وزيادته
ولهذا فإن الذكي هو من يجمع بين الاثنين، فيقوم ببرامج وأنشطة تعدل مزاجه ويكون حريصًا على تقوية إيمانه حتى يعيش سعيدًا ولعل البرامج والأطعمة التي تعدل المزاج كثيرة فبعضها حقيقي وبعضها وهمي مثل التدخين وشرب المحرمات، أما برامج تقوية الإيمان وزيادته فكلها حقيقية تساهم في سعادة الإنسان ماذا لو فكّرنا بطريقة : تضبيط المكسور برقائق الذّهب كيف ستكون علاقاتنا؟
رقائق الذهب التي تمثّل التسامح التعايش التطوير لا التغيير، أعتقد أن حياتنا ستكون أكثر إنجازًا وأجمل بتحدياتها ، والفرص التنافسيّة التي تحوّل الإناء المكسور إلى إناءٍ أغلى وأجمل.