أعلم يا دولة الرئيس ان احلامك كبيرة وطموحاتك مشروعة وتسعى بكل قواك للخروج بالوطن من عنق الزجاجة، فقد عقدت العزم على برنامج إصلاحي ، يفضي الى دولة مدنية ، بنهج جديد يحتكم الى عقد اجتماعي وصولا الى مجتمع يسوده القانون وحكم القضاء ، وفي جو من الديمقراطية وحرية الكلمة والتعبير ، واعلم انك كنت تتطلع لتكامل الادوار بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بنظرة هدفها المصالح العليا الاردنية وللسير قدما نحو الانجاز ومزيدا من العطاء لان الوقت ليس بصالحنا، واعلم انك كنت ترسم لوحة تجمع بها جميع اطياف اللون السياسي بما فيها الاحزاب السياسية والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدني على طاولة الوطن ، لكن احلامك اصطدمت بواقع صعب وساحة تخمت بقضايا فساد كببرة وصغيرة ، لدرجة وصلت الى حاجتها الى استراتيجية وطنية طويلة الامد لاجتثاثها عن بكرة ابيها، لا سيما انه وللاسف اصبح فساد مؤسسي وثقافة لبعض الاشخاص احلوا لأنفسهم ما حرمه الله، - وحال هؤلاء الفاسدون والمفسدين حال قوم بني اسرائيل- شرعوا لانفسهم ما حرموه لغيرهم واعتبروا انفسهم "شعب الله المختار "، اعانك الله دولة الرئيس فالحمل ثقيل والتحديات تواجهك من الداخل وعلى حدودنا من كل حدب وصوب في ظل تطورات سياسية اقليمية ودولية متسارعة ؛ فالمرحلة صعبة والطريق طويل لكن بداية المشوار تبدأ بخطوة. وبهذه المرحلة الدقيقة التي يعيشها الاردن وبحجم مديونية جاوزت الخطوط الحمراء ، فهي تحتاج الى توافق وطني من كل القوى الوطنية بما فيها مجلس الامة بشقيه النواب والاعيان للخروج بصيغة توافقية تضع بنصب اعينها مصلحة الاردن والاتفاق على اعداد خطة عمل اقتصادية سياسية اجتماعية مالية تلقى قبولا شعبيا مقنعا والبدء بتنفيذها مع التركيز على جذب الاستثمار وتهيئة البيئة المناسبة لذلك وازالة جميع العقبات بما فيها التشريعية والادارية والبشرية لرسم صورة جديدة للاردن مقنعه للمستثمر والتركيز على تطوير القطاع السياحي والاثري، والاردن عبارة عن متحف وطني ولوحة فسيفسائية عالمية ومخزن تاريخي اذا ما احسن ادارة هذا القطاع. الى جانب الزراعة واطلاق هذا الذراع الحيوي ليؤخذ دوره وزيادة مساهمته بالانتاج القومي، هنالك مقدرات وفرص واعدة بالاقتصاد الاردني لكن بحاجة الى كوادر بشرية وطنية ومخلصة بكل ما تعني الكلمة، لدينا الكثير يا دولة الرئيس الفوسفات ، البوتاس، البحر الميت ،خليج العقبة الميناء ، لماذا نحن دائما نصغر اكتافنا ؟ ام اننا تعودنا التمويل فقط ؟ وختاما اعانك الله دولة الرئيس ، وانا على ثقة كبقية المنصفين ،اذا ما منحت الفرصة الكاملة ، انك تعمل ما بوسعك من اجل خدمة الوطن, وتحقيق اماله وتطلعاته وبالإرادة الصلبة والعمل المخلص الجاد .