التنمية تلمع ذهبا وأحلاما في عجلون
جمانة غنيمات
01-07-2009 04:04 AM
من شأن إطلاق عجلون منطقة تنموية سياحية أن يفتح آفاقا كبيرة نرنو أن تسفر عن إنجاز تنمية اقتصادية حقيقية في منطقة عانت من الفقر والبطالة. كما أقضّ مضاجعها شحُّ الاستثمارات الذي كرس هاتين المشكلتين وعمّق آلام أهالي المنطقة.
الأفكار التي جرى الإعلان عنها أمس، بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني، والتي تم التحضير لها عاما ونصف العام، تؤكد ان الفرصة ما برحت متاحة للنهوض بهذه المنطقة التي تحوز الكثير من الميزات التي تقدمها كمنطقة متقدمة في مجال السياحة البيئة، خصوصا وأنها تمتلك موقعا حيويا يؤهلها لذلك.
إعلان الملك عن منطقة تنموية في عجلون تقوم على مساحة 2000 دونم ويقام فيها 23 مشروعا سيولد في مراحله النهائية نحو 10 آلاف فرصة عمل. والمجال خصب لهذه الأفكار الخلاقة، لا سيما وان العديد من المستثمرين ابدوا اهتمامهم بالعمل في هذه المنطقة التي ستحصل على الامتيازات والاعفاءات التي يقدمها قانون المناطق التنموية.
ويبدو للوهلة الأولى أن المشرفين على هذا الخطة الهادفة الى تطوير جبل عجلون اخذوا بعين الاعتبار اهمية تهيئة المجتمع المحلي للتعاطي مع الفكرة الجديدة، فراحوا يعلنون عن تأسيس أكاديمية لتخريج أدلاء السياحة البيئة لتعليم ابناء عجلون هذه المهنة التي ستدر عليهم ذهبا لو اتقنوها.
فمنطقة تنموية من هذا النوع تخلق نمطا جديدا من السياحة البيئة والجبلية التي يتوقع ان تنشط في هذه البقعة في حال رأت هذه المخططات النور وحظيت بمتابعة حثيثة تؤمن بجدوى هذا النشاط الاستثماري الواعد الذي يتوفر على كل مقومات النجاح.
وبلا ريب، فإن هذا النوع سيخدم ويقوي على نحو دائم السياحة العربية، ويستقطب زوار الخليج الذين يفضلون هذا النوع من السياحة ولم يكونوا يجدونها في الاردن، ما يدفعهم إلى التوجه نحو بلدان عربية مجاورة وفرت ما افتقدوه في بلدنا.
الأمل وهو يتراقص في عيون العجلونيين وهم يتلقون نبأ اعلان جزء من مدينتهم منطقة تنموية، يفرض أثقالا اكبر من المسؤولية على جميع المنخرطين في هذا الملف، ويفرض عليهم بذل مزيد من الجهود لتجاوز اي عقبات تعترض طريق هذه المهمة الصعبة.
محاولات كثيرة بذلت في الماضي من اجل الارتقاء بالمستوى المعيشي لسكان هذه المنطقة. بيد ان تأثيرها بقي محدودا في ظل سوء توزيع مكتسبات التنمية والنمو التي حققها الاقتصاد خلال السنوات الماضية.
أهل عجلون يتطلعون إلى محافظتهم بصفتها نافذة جديدة تجدد أحلامهم برؤية الخيرات التي تمتلكها ارضهم تنعكس عليهم وعلى عائلاتهم، وتأتيهم بأيام أفضل وأكثر راحة وغبطة بعد عقود من الشعور بالتهميش وقلة الحيلة ونكد العيش.
الخطوة الملكية توفر السبل المبدعة للخروج من النمط التقليدي في البحث عن مصادر الرزق، فغالبية العجلونيين ظلوا ردحا من الزمن يتطلعون الى القطاع العام كبوابة للتوظيف. وها قد آن الأوان لتحويل محافظتهم إلى كنز يراودنا الأمل أن يقطفوا ثماره اللامعة في مقبل الأيام.