حادث التصادم الأخير على الطريق الى العقبة
اللواء المتقاعد مروان العمد
05-11-2018 04:45 PM
لقد تكررت في الآونة الاخيرة حوادث التصادم والتدهور على الطريق الصحراوي الممتد من مدينة عمان الى العقبة . كما تعددت حالات الوفاة والإصابات بين المواطنين نتيجة هذه الحوادث بالاضافه الى الخسائر المادية الهائلة الى درجة دفعت الناس لتسمية هذا الطريق بطريق الموت . وبعد كل حادثة من هذا القبيل تختلف الآراء والتحليلات حول سبب هذه الحوادث مع استبعاد كلي لما يصدر من تصريحات رسمية عن السبب المباشر لها ، لأن الناس اصبحت لا تعتمد الا على تحليلاتها الشخصية او تحليلات الآخرين بكل ما يحصل سواء داخل الاْردن او في انحاء العالم . وذلك اما لفقدانهم الثقة بالإعلام وبالتصريحات الرسمية ، او لأن الاعتماد اصبح فقط على ما ينشر على صفحات التواصل الاجتماعي واعتبارها عنوان الحقيقة مهما بعدت عنها . ولأن هذا الصفحات اصبحت بين أيدي جميع المواطنين واصبح بأمكان كل مواطن ان يكتب ما يريده وما يراه من زاويته الشخصية .
وفِي هذه الحادثة ألقت الغالبية العظمى من المواطنين المسؤولية على حالة الطريق وعلى الحكومة لعدم صيانتها لها بأعتبار ذلك اسهل الطرق .
وانا وإذ اتفق مع الغالبية العظمى عن حالة الطريق ومسؤولية الحكومة وتقصيرها بصيانتها وإصلاح العيوب التي فيها وان كانت تقوم حالياً بإعادة تأهيلها الا ان ذلك جاء في وقت متأخر كثيراً ، مع إقراري ان من أسباب هذا التأخير أسباب مالية الا ان ذلك لا يعفي الحكومة من مسؤوليتها .
الا ان إلقاء المسؤولية عن هذه الحوادث على عاتق الحكومة وحالة الطريق فقط فأن في ذلك الكثير من التجني والبعد عن الحقيقة والبعد عن تحمل المسؤولية من قبل مستعملي هذا الطريق .
ان من يستعملون هذا الطريق لابد وانهم يلاحظون المخالفات التي يمارسها البعض لدى سيرهم عليه وخاصة من قبل السيارات ذات الحمولة الكبيرة . فمن سرعة زائدة عن حدودها الى تجاوزات خاطئة وحمولات زائدة عن قدرة سياراتهم مما يساهم في عدم قدرتهم على السيطرة عليها وخاصه اثناء ميلان الطريق للأعلى او للأسفل وعند المنحنيات والزوايا . ويضاف الى ذلك غياب الصيانة اللازمة لمركباتهم وخاصة ما يتعلق بالإطارات والبريكات . وعدم الالتزام بتعليمات الطريق والسرعات المحددة عليها ، او قيادة سياراتهم وهم في حالة من التعب والإرهاق أو النعاس او السكر او تناول المشروبات والمأكولات اثناء القيادة مما يفقدهم تركيزهم في لحظات كافية لوقع أشد الحوادث والخسائر هولاً .
وان ما يحدث على مختلف طرق المملكة يومياً من حوادث سير مفجعه والتي تؤدي الى وفيات وإصابات وخسائر تبلغ اضعافاً مضاعفة لما يقع على هذا الطريق وما تسببه من وفيات وإصابات وخسائر لهو دليل على ذلك . فلو اننا التزمنا بقوانين السير وانظمته واخلاقياته واخذنا الحيطة والحذر اثناء القيادة وقمنا بصيانة مركباتنا وتجديد اطاراتها في الوقت المناسب ، لتجنبنا الكثير من هذة الحوادث والكثير من الخسائر ولنجعل من حالة طرقنا وشوارعنا السيئة حافزاً اضافياً لنا لأخذ المزيد من الحيطة والحذر بدلاً من ان نكتفي بالقاء المسؤوليات والاتهامات على طرف واحد.