التنوير .. مصطلح سُرقت حروفه من معناها
اسامة احمد الازايدة
05-11-2018 12:59 AM
قد يكون بادئ البدء الأفضل بهذا الصدد أن نقرّ بأن قيم الدولة تتطبق في تطبيق قوانينها ، فتكون الحرية في نطاق القانون ضمن قيم المجتمع التي رسمت هي قيم الدولة فتشكلت هذه القيم مما هو مألوف و مباح في عين المجتمع و الذي بدوره شكّل قوانينه تنفيذا لحمايتها و تطبيقها.
-مصطلح (التنويري ) يقابله مصطلح (الظلامي) الا ان المشكلة المهمة هنا : ان كثيرا ممن يصفون أنفسهم بالتنويريين - و لا أعمّم - هم في الحقيقة ظلاميون لكنهم لا يدركون المعنى اللغوي للمصطلح او انهم يدركون المعنى الاصطلاحي المشبوه للمصطلح . اما عن المعنى اللغوي للمصطلح و هو الاولى بالأخذ به هو ان التنويريين هم من يتوخون اخراج الناس من الظلمات الى النور و في مقدمتهم رسل الله الى البشر ، فهو موسى حين دعا قومه لعبادة الله بدل عبادة فرعون و عيسى الذي أراد اخراجهم من ظلمة الفوقية و معاندة الله ، و سيد الخلق خاتم النبيين حين نوّرهم لعبادة الله الواحد بدلا من الوثنية .
-اذن فقد كان اول مستخدِم للمصطلح هو اول سارق للحرف من المعنى ؛ فاستخدمه بما هو خلاف معناه اللغوي ، فأراد ان يتستر بمصطلح جميل ليبرر رفضه لقيم اي مجتمع كان او ان يتستر بحروف تحكي غير حاله ، لذلك نرى- على سبيل المثال - ان الماسونيين سمّوا أنفسهم بذلك و غيرهم من المؤسسات الغامضة تلبس ذات الثوب.
-التنوير كلمة جميلة تبعث الراحة للقلب ؛ لكنهم سرقوها و لم تعد بمعناها اللغوي .
-على مر التاريخ الحديث تجد ان من يصف نفسه ب( التنويري ) يشتكي دائما من الاضطهاد، بالرغم أنه لم يتعرض إليه، لكنه يتاجر بجروح أناس عانوا حقا الاضطهاد فتراه يتكلم باسمهم حتى تظنه منهم.
-جميل ان نكون تنويريين لغةً لنستعيد المصطلح ممن سرقوه ، و الّا نستخدمه الى ان تعود حروفه الى معناها .