دخل إلي صديقي الدائم كظلي ( خميس بن جمعة) ضاحكا ملء شدقيه وأنا في منزلي في منشية أبو حمور.. سألته عما جعله في تلك السعادة والحبور .. فقال سلم الله فمه: اليوم حصلت حادثة مثيرة، أعلن أحد الجزارين في القطرانة أنه سيبيع (كرشة النعجة) بنصف دينار فقط، قلت: أين المضحك في الأمر؟ الرجل لديه فائض يريد تسويقه، رد ضاحكا: صبرك يا رجل،، المضحك أن (فلانا) ـ وفلان هذا شخصية إسلامية وثقافية مرموقة ومشرف في إحدى الدوائر لنفرضها التربية أو الصحة أو غيرها (حتى لا نحدد فيرفع علينا قضية) ـ قرر الذهاب في حملة تفتيشية على فروع دائرته في القطرانة وألغى برنامج زيارة فروع الأغوار الذي كان مقررا اليوم،
والغريب أيضا أن زملاءه المشرفين قرروا مرافقته إلى القطرانة وأبلغوا مدير عام الدائرة أن الوضع هناك خطير ويحتاج إلى أكثر من مشرف.. قلت وأنا أعتقد أنني أتذاكى: طبعا كل هذه الحملة التفتيشية من أجل شراء الكروش الرخيصة بسيارات الدائرة وعلى حساب وقت العمل. غضب صاحبي وقال: دعني أكمل.. فاعتذرت .. وتابع خميس: الأجمل أن المدير حين أبلغوه بأمر الحاجة الملحة للإشراف في القطرانة كان قد سمع خبر الكروش فأجابهم: الأمر أخطر من أن تذهبوا وحدكم، أنا سأذهب بنفسي، وبعد جدل اتفقوا أن يذهبوا جميعا وعلى رأسهم المدير.. وذهبوا.. وعادوا بالكروش الرخيصة .. طبعا بسيارات الحكومة وفي مهمة رسمية.
غادر خميس بن جمعة ضاحكا كما جاء..
في اليوم التالي كانت الدائرة كلها مجازة مرضيا.. كلهم كانوا في العيادة الحكومية التي كانت خالية من أدوية الإسهال.. مما اضطرهم لشرب كميات هائلة من الشيح.
أمام المستشفى الحكومي ( في المشيرفة ) التقيت خميس بن جمعة الذي كان يراقب الوضع عن كثب كعادته، فقال متسائلا:
ترى .. كم من السفريات .. والبعثات .. والمؤتمرات.. وحملات التسويق للاستثمار في البلد.. والوفود الرسمية.. التي يتقاضى أصحابها المياومات وبدلات الأتعاب .. ويعيشون أثناءها حياة النجوم الخمس على حسابنا ويعودون للبلد بخفيّ حنين.. كم منها تندرج تحت (الشغل على نظرية كروش القطرانة)
Amann272@hotmail.com
00971507354634