مهرجاناتٌ ومؤتمراتأ.د. خليل الرفوع
04-11-2018 06:00 PM
يُقْصَد بالضوابط الاجتماعية مجموعة القيم الدستورية والأخلاقية والاجتماعية والفكرية التي تضبط المجتمعَ كله حُكَّاما ومحكومين أفرادا وجماعاتٍ ، بحيث يشكِّـلُ الخروجُ عليها نقضا للعقد الذي توافق عليه الناس وشكَّلَ نظاما يحتكمون إليه ، وفي ضوئه يكون مرجعا للحكم القضائي وألسنة الناس وعقولهم قَبُولا أو رفضا ، وثمة محدداتٌ عامةٌ وخاصةٌ تضبط المجتمع الأردني ؛ لأن أي انفلاتٍ فيه أو تنَـكُّر لها يمثل خروجا على البنية المحْكَمَة مما يشكل صَدْعا إن توالى لا يمكن التكهُّنُ بعواقب سيرورته ونهاياته ، ولقد توالت في السنوات الأخيرة بعضٌ من تلك المظاهر ، كإقامة حفلات جماعية صاخبة يتخللها أعمال سادية وطقوس وثنية مُنْكَرَة لا تخدش الحياء العام وحسب بل تخدش صورة الوطن التي اتسمت عبر سنينه الطوال بالعفة والكرامة ، وهو عرين العروبة ودار الإسلام ، كما أن المادة الثانية من الدستور تنص على أن دين الدولة الإسلام ، والدين لا يتجزأ ، كما أن الوطن لا يتجزأ كذلك ، واللافت للمراقب أن المجتمع كلَّـه عبر منصاته ومواقعه المختلفة قد أنكر هذه الظواهر قبلَ أن تتدخل مؤسسات الدولة لمنعها أو تحويل منظميها للقضاء ، بيد أن ظاهرة أخرى تتقاطع مع هذه الظواهر المستفزة وهي السعي لإقامة مؤتمر " السرديات الإسلامية الجديدة وانسدادات المجتمع الإسلامي" ولا ندري نحن المثقفينَ ما علاقة السرديات والانسدادات بعبارة ( ميلاد الله )، فأن تخصصَّ ندوة بهذا الاسم يعني أن القائمين عليه يُقِرِّون بأن الله تعالى له ميلاد وله موت لا يختلف عن ميلاد البشر وموتهم ، ومما يسترعي الناظر أن التدخل في منع هذا المؤتمر جاء من الحكومة بعد تدخل بعضٍ من النواب ، وكيف يحكمون بانسدادات المجتمع الإسلامي وهو مجتمع كغيره من المجتمعات له أخطاؤه وخطاياه وحسناته وتناقضاته ، لكن هنالك معيقات مانعة تحوْلُ بينه وبين أهليته في التفكير الحضاري مقارنةً مع مجتمعات أخرى، وليس ثمة علاقةٌ بين الانسداد والدين ، ولو كان الأمر كذلك فكيف يفسرون انبلاجَ الحضارة العربية الإسلامية وامتدادها قرونا طوالا، فمحاولة اللمز والغمز من الخالق وأنسنته بدوافع عقدية إلحادية هو : إساءة مكشوفة للمجتمع . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة