عن حادثة زرقاء ماعين والمسؤولية ..
محمد يونس العبادي
04-11-2018 02:31 AM
بينما يتوقع أن تصدر الإرادة الملكية بقبول استقالة الوزيرين خلال أيامٍ قليلة، ومع سير اجراءات التحقق التي حظيت باهتمامٍ من سيد البلاد، حيث وجه جلالته رئيس الحكومة لتشكيل لجنة محايدة للوقوف على الحقائق بالحادثة.
ستبقى حادثة زرقاء ماعين شاهدةٌ على أن النازلة الكبيرة بفقدان (21) روحاً جلهم من الأطفال، إذ شكلت هذه الحادثة لدى المجتمع والدولة الأردنية العلامة الفارقة لما قبلها وما بعدها خاصة في ضرورة مغادرة القطاع العام لعقلية الاجراءات الشكلية.
إذ يدرك كثير منا أن الأوراق والموافقات في عددٍ من وزاراتنا هي شكلية لا أكثر، ويحدثني بذلك معلم في التربية بقوله إن كثيراً من الرحل المدرسية تأخذ الموافقة وبشكلٍ سريعٍ، كون بعض هذا الاجراء شكلي.
وبعيداً عن صدق نقله من عدمه، إلا أننا في كثير من أسلوب تعاملنا مع الوزارات نرى أن الموافقات شكلية، وتأخذ طابعاً يشي بأن هذه الأوراق لا قيمة لها.
وما جرى في بدايات الفاجعة، بنشر كتب الموافقة والخلاف لاحقاً على المكان الذي توجهت إليه الرحلة ، بين الأزرق وزرقاء ماعين، بالرغم من أن المكانين هما مسطحات مائية، والذهاب لكليهما ممنوع وفق تعليمات الرحل المدرسية إلا أن ما تخبرنا به الحادثة أن الموافقات والوثائق ليست شكليةً البتة.
فنحن نريد أن نستخلص الدروس والعبر، والتي من أكثرها وضوحاً ضرورة أن يدرك الموظف والمسؤول أن استحصال الوثيقة وأختامها وسواها من اجراءاتٍ متبعة يجب أن تكون مرهونة بمسؤولية عن محتواها.
ووجب التدقيق في كثير من الكتب التي باتت في بعض دوائرنا ووزاراتنا شكلية غير مرتبطة باجراءات على الأرض، أو وقوف على الحقائق.
العلة ليست في التشريعات التي هي على سوية عالية من الجودة في بلادنا، ولكن العلة أننا أصبحنا رهينين عقلية "قدرية" اتكالية تريد تسيير الأمور كيفما كان إلى أن تحل كارثة، بمستوى حادثة زرقاء ماعين.
نحن اليوم أمام حالة مركبة من الأزمة بدءاً بالمسؤوليات الأدبية وليس انتهاءً بالفرضيات التي تشرح ما جرى، حيث الطبيعة والسد والجهة التي حذرت ومقابلها التي أهملت .
زرقاء ماعين ، درسٌ سيبقى في ذهنيتنا والعبر منه أوجب ما تكون إلى أعادة مفهوم المسؤولية لدى موظفي القطاع العام والمعلمين والأطباء والقطاعات كافة، فالمسؤولية مهما تناهت إلا أنها في لحظة تكون التزاماً مؤسسياً يعبر عن جدية العاملين أينما كانوا..
وختاماً، فالقضية باتت أمام القضاء، والأردنيون يتطلعون إلى النتائج لتروي جانباً من الإهمال أو القصير أو حتى الإدانة..