بخلاء .. ولكن في التعبير عن مشاعرنا .. ؟؟؟؟
د.حسين محادين
30-06-2009 01:09 PM
رغم اعتدادنا في صفة الكرم النسبي كأبناء مجتمع أردني ، إلا أن لدينا ما يُمكن وصفة ببخل التعبير عن مشاعرنا بصورة علانية إزاء الأشياء الجميلة في حياتنا بداء من الإنسان ووصولا إلى الجماليات في الطبيعة التي نوليها مساحة اكبر من الإطراء والغزل اللذان نوجهما نحوالإنسان رجلا كان أم امراءة؟؟.
أقول الذي سبق من خلال معايشتنا للكثير من المواقف الحياتية اليومية التي تؤكد هذا العنوان والتي تستلزم منا الدراسة الجريئة والحوار المعمق لسلوكيات الإنسان الأردني /العربي ، ومن خلال عدد من المواقف والتساؤلات الاتية بهذا الخصوص ومنها :-
•كم منا يمتلك جرأة أن يعبر علانية عن مشاعره إطراء أو ذما لملابس أو مظهر الأشخاص الذين نعمل معهم أو نقابلهم في مناسبة ما؟؟ ولكم انتظر احدنا أن ينال اهتمام الآخرين بمظهرة ،وما هو شعوره عندما لايشبع الآخرون مثل هذا ألتوق الفطري للتعزيز المنتظر، وهل هذا ألتوق حقا إنسانيا عاديا أم انه مرض النرجسية كما قد يعتقد البعض؟؟؟؟
•هل نحن مسكونون داخليا بخشية أن يسيء الآخرين تفسير مرامي حديثنا و علاقتنا بالجنس الأخر رجالا ونساء؟؟ فتبدو كلماتنا التي نطلقها وكأننا نسير في حقول من الغام التفسير الخاطئ كأبناء مجتمع عربي ذكوري بامتياز ؛إلى الحد الذي نضطر معه اجتماعيا إلى الإيحاء للآخرين بأننا أبرياء في احترازات مسبقةومضحكة بالضد من احتمالية التفسير الخاطئ لتعابيرنا المستعملة ولو كانت مخالفة للفهم الديني المقدس أحيانا، كقولنا عند حديثا عن امراءة أو فتاة ما" أختي فلانةعلى التعميم.."كايحاء رمزي عن المراءة المحرمة على الرجل شرعا، وما عداها فلا يصح أن توصف بأنه أختا لان لها اسما خاصا بها، ويجب الإشارة إليها من خلاله فقط لأنها إنسان، وبالتالي لا أفهم كيف أننا مازلنا نقراللان على بعض بطاقات الزواج في خانة العروس غياب اسمها والاكتفاء بالوصف انه كريمة فلان ؟؟
•لماذا لا نجراء على التعبير عن مشاعرنا الحقيقة نحو الآخرين حبا أو عدم رضا؟ ونحن أبناء دين يحضنا على الصدق وعدم النفاق والحب الهونا ، في حين أن أبناء المجتمعات الغربية عادة هم الأوضح والأصدق غالبا في التعبير عن مشاعرهم نحو الآخرين دون أن يمطرونا بوابل من التنظير الأخلاقي الذي طالما مارسه وسلك جلنا نقيضه؟؟؟
أخيراهل نرجع هذا البخل في التعبير الصادق عن مشاعرنا إلى أنماط التنشئة الأسرية التي نتلقاها بداء من الأسرة وصولا إلى مؤسسات المجتمع وسلوكياتنا الجمعية التي تقمع الفرد المستقل والصريح والقائلة والعاملة في آن على تمثلنا لمقولة ونهج " حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الرؤؤس؛ أم إلى مقولة قرد موالف ولا غزال مخالف؟؟؟؟. شخصيا لست اجزم ؛ ولكنها أسئلة برسم الحوار ولكن بصوت واضح وطرح جارح أحيانا كجزء من محاولة العلاج لبخلنا وتجهمنا المبالغ فيه.......