بين الفينة والاخرى ومن زمان وفي هذه الايام ايضا ترتفع من اسرائيل خاصة.. ومن خارجها تشكك في بقاء دولة اسرائيل..

وكما يبدو فقد طالت «العدوى» هذه المرة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو نفسه فها هو يعلن :» قلقه من امكانية الاحتفال بمئوية دولة اسرائيل بعد ثلاثين عاما.. أنا قلق من إمكانية أن لا تستمر إسرائيل لثلاثة عقود أخرى واخشى ان يكون مصيرها تماما كمصير مملكة الحشمونائيم المكابية..وجود اسرائيل يشغل بالي ومزاجي.. ومسألة وجودنا ليست مفهومة ضمنا وليست بديهية وسأعمل بجد لحمايتها والحفاظ عليها وبناء السعادة على ارض اسرائيل هذه..

وقد صعقت هذه التصريحات غير المسبوقة لنتنياهو الضيوف المدعوين الى «ندوة عيد العُرش اليهودي « التي عقدها نتنياهو نفسه في بيته وكشفتها (صحيفة هآرتس الاسرائيلية)..

ان مثل هذه الأصوات اليهودية ليست جديدة في الشارع الإسرائيلي، فقبل نتنياهو رفض (اليهود الارثوذكس الأصوليون) قبل العام 1948 فكرة تأسيس دولة لليهود في فلسطين واعتبروها (مصيدة) لتجميع اليهود في مكان واحد مقدمة لإبادتهم. كما رفض العالم اليهودي ألبرت أينشتاين دعوة قادة إسرائيل له عام 1948 وعلى رأسهم دافيد بن غوريون لرئاسة الدولة العبرية واعتبر انشاءها بمثابة «كارثة» تهدد المنتمين للديانة اليهودية في العالم..

كما أعلن اسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل وبالتحديد في عام 1982 وقبل اغتياله بأربعة عشر عاماً «فشل» دولة إسرائيل في عودة الشعب اليهودي إلى أرض الميعاد وما استطاعت اعادتهم يشكلون 20% من يهود العالم ليس غير

وحادثة أخرى فقد فاجأ الشارع الإسرائيلي (ابينا بيجن) شاب في أوائل الثلاثينات حفيد الارهابي مناحيم بيجن رئيس وزراء إسرائيل الأسبق الذي يُنسب إليه القيام بمذبحة دير ياسين في نيسان 1948)... بمشاركته وبشكل منتظم كل يوم جمعة الفلسطينيين في التظاهر في قرية نعلين قرب رام الله ضد جدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل في الضفة الفلسطينية المحتلة مُعلناً رفضه للاحتلال مُعرضاً نفسه لأذى الجنود الإسرائيليين آملاً تفجير هذا الجدار الذي لن يساعد على إرساء دعائم السلام بين اليهود والفلسطينيين....

ويعلو بين الفينة والأخرى صوت يهودي آخر، هو صوت ابراهام بورغ رئيس الوكالة اليهودية والكنيست الأسبق عندما كان عمره 52 عاماً أي وهو من الجيل الثاني بعد جيل المؤسسين ووالده هو يوسف بورغ من كبار قادة الحركة الصهيونية... صرخة اليهودي ابراهام بورغ جاءت من خلال كتاب له بعنوان (لننتصر على هتلر) ينتقد فيه عالم السياسةالهتلرية الإسرائيلية، ويرى أن ما فشل هتلر في تحقيقه في زمن النازية وهو ابادة اليهود ينجح فيه بعد مماته ولكن بأيدي اليهود أنفسهم حيث ان دولة اليهود (إسرائيل) تقضي بنفسها على نفسها فهي تدير سياسة مدمرة تتناقض مع المبادئ اليهودية الحقيقية

كما يرى بورغ بأن إسرائيل تتحول إلى دولة عنصرية يتم فيها اضطهاد العرب واليهود الشرقيين والناس الضعفاء.. وتنتشر فيها ممارسات مطابقة للممارسات الفاشية وتقترب كثيراً من صفات النازية... ويدافع بورغ عن أفكاره :لم أعد اكترث بما يقال عني، لقد اصبحت حراً واعتقت نفسي من (العبودية)..و اصبح من واجبي ان اتكلم بمنتهى الصدق والصراحة، أشعر أنني عشت في(كذبة كبيرة)..!

الراي