* المشهد الأول: رزءُ الأردن بأطفاله....وذلك رزءُ لو علمتَ جليل... شديد الوطأة، عظيم المصيبة، أمتد إلى وجدان المجتمع الأردني... وعاش آلامه كل بيت. ولكنه كشف كنه أعماقه، حيث المشاركة المجتمعية، المعنوية والحسيّة، في التعامل مع الكارثة الوطنية، وجاء التعاطف العالمي مع هذه المأساة... أنه رزءُ الأردن بأطفاله.
* كيف تنقلب (الرحلة) إلى كارثة! فالرحلات من أساليب التشويق والمتعة والإنعاش للطلبة ... تنقلهم إلى أجواء أكثر مرحاً وإشراقا:-
- فثمة رحلات ترفيهية هادفة للاستمتاع بالأجواء الطبيعية الخلاّبة الغابات والمحميات.
- ورحلات تعليمية تثقيفية، كزيارة معالم تاريخية أو متاحف حضارية أو صروح علمية ووطنية كالجندي المجهول.
- وهناك الرحلات التطبيقية للمعالم القريبة من المدرسة... لتطبيق ما تعلمه الطلبة على أرض الواقع ... لتجديد النشاط والحيوية... وفاصلا من الدراسة إلى المرح وتحسين النفسية... والهروب من الجمود الصفي.
- وللرحلة المدرسية أهدافها: التعرّف على البيئة المجتمعية، وربط المعلومات بالمشاهد الواقعية، والتعرّف على معالم النهضة المجتمعية بدءاً بالدوائر الأكثر قرباً للمدرسة... ثم الأبعد...
- وللرحلة برنامج يبدأ بالتخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم، واتخاذ الإجراءات المتعلقة بالسلامة العامة للطلبة في جميع الظروف والأحوال... ومراعاة الفئة العمرية للطلبة وطبيعة البرنامج.
- حاولت أن أجد مكانا لرحلة الكارثة التي أودت بفتية بعمر الزهور والورود في منطقة قد لا يتحملها الشباب... فلم أجد لها مكاناً ولا أهدافاً... ولا صفة...
أنها حالة فريدة لم يشهدها نظامنا التعليمي في تاريخه بانجازاته وتجاربه وخبراته.
*المشهد الثاني: الباقورة والغمر:
- ثمة مشهد وطني آخر كان موضع اهتمام مجتمعي حيث توحدت المواقف لمختلف الوان الطيف السياسي والإعلامي دعماً للقرار الأردني بإنهاء العمل بالمحلق المتعلق بمنطقتي (الباقورة والغمر) باعتبار ذلك من أعمال السيادة الوطنية.
- وكان هذا الموضوع محور اللقاء الأسبوعي (لجمعية الشؤون الدولية)، فقد استضافت وبحضور رئيسها دولة الدكتور عبدالسلام المجالي، استضافت الخبيرين المهندسين: د. منذر حدادين ود. دريد محاسنة فقدما عرضاً تحليلياً موضوعياً متعمقاً لمحتوى ذلك الملحق، وآلية التعامل معه سياسياً وقانونياً.
* لقد حظي القرار الأردني بإشادة مجتمعية شاملة لمحاكاته مشاعر المواطنين، واستجابته لتطلعاتهم، ويستدعي الموقف مزيداً من الدعم العربي، الرسمي والشعبي، باعتباره جانباً من جوانب الصراع العربي- الصهيوني، فقد كان الانتقاد الإعلامي والسياسي الصهيوني لنتياهو وسياسته شديداً: فاعتبر (ايهود باراك) أن حكومته قد فقدت استراتيجيها للتعامل مع السلطة الفلسطينية، وخلقت أزمة ثقة مع الأردن، وبخاصة في شؤون المسجد الأقصى، كما ذكرت بعض الوسائل الإعلامية الصهيونية أنه كان يترتب على نتنياهو أن يتوقع ذلك القرار مسبقاً ويقوم بمبادرات إيجابية مع الأردن الذي اتخذ قراره بتوقيت حكيم.
* انتهى الحوار إلى أن الموقف الأردني قويأُ، سياسياً وقانونياً، وأن هذا القرار قد أحدث توافقاً مجتمعياً وسياسياً وإعلامياً، وهو نموذج آخر من المواقف الوطنية التي يلنقى عندها المجتمع الأردني، قيادة وشعباً.