في مقالته حول منصات التواصل الاجتماعي والتساؤل الجدير بالاهتمام إن كانت منصات تواصل أم تناحر، يكون الملك عبد الله الثاني بن الحسين كمرجعية أخلاقية وفكرية قد لفت انتباه الكون كله وليس الأردنيين وحدهم إلى مخاطر استخدامات التواصل وتحويلها من قبل المتطرفين والجهلاء إلى منصات للتناحر والاختلاف بل والخلاف. فالانتباه إلى الكم الهائل من العدوانية والتجريح والكراهية تعني أن جلالته وصل إلى حد لم يستطع إلا التكلّم به مباشرة ومخاطبة الأردنيين للكف عن الذم والقدح والتشهير ونشر الإشاعات الكاذبة بهدف أو بغيره. وبالتالي فإن المقالة بفكرتها السامية رسالة إلى العالمين أجمعين من أجل التحذير من مخاطر هذه المسلكيات الغريبة.
والمقالة دعوة صريحة إلى اللباقة والحياء والأخلاق الراقية في التخاطب والتراسل. ولربما كانت مأساة أطفالنا في حادثة البحر الميت هي الدافع لرفع الصوت عاليا في مواجهة هي الهرطقات والتشويش الإعلامي الذي امتلأت به وسائل الإعلام من خلال تعليقات غير مسؤولة وتدوينات غريبة وبعيدة عن قيمنا وتقاليدنا كعروبيين.
واسترعى انتباه جلالته الشماتة والسخرية في التعامل مع الحدث وكأن بعضنا بلا مسؤولية ولا إحساس بالألم ولا الحزن. فالأكاذيب والشعاراتية وادعاء البطولات من بعيد والتضامن السلبي اقلق الملك ودفعه لرفع الصوت عاليا في مقالته الهامة.
نوّه جلالته إلى مخرجات الأزمة كالسلبية والشعور بالإحباط والريبة والارباك والتشاؤم. ودفعنا إلى الإيجابية والتفاعل الإيجابي الإنساني.
فالإشاعة مرض يستخدمه الخصوم والأعداء، والجري وراء الإشاعات والأكاذيب أصبح ملفتاً ومؤسفاً وهدف هذه الإشاعات النيل من معنويات الأردنيين وتماسكم.
خلاصة المقال، تأكيد الملك على مكونات وركائز الهوية الأردنية الجامعة وهي الثقافة الوطنية الإنسانية الراقية، والوحدة الوطنية الجامعة والأمن والاستقرار لكل المواطنين باعتبار ذلك أساس التنمية والتقدم والحضارة.
وحذر الملك أبناء شعبه من مخاطر التضليل وسوء الأخبار المزيفة التي توضع في أطرإخبارية غير واقعية وأيديولوجية غريبة.
المقالة دعوة صريحة إلى العقلانية والابتعاد عن الدعاية والتشكيك والارتجال في الحكم على الأحداث والأشخاص.