استقبل الشارع الاردني خبر اقالة الوزيرين من حكومة الرزاز بردود أفعال مختلفة. فمنا من أسعده الخبر وشعر بأنه خطوة مهمة في تغيير النهج وأنه حق حصلنا عليه كأردنيين واعتذار عن التقصير ومع ذلك لا زلنا ننتظر مزيدا من المحاسبة للمقصرين,ومنا من كانت ردور افعالهم عاطفية وتعاطفية حيث استكثروا اقالة الوزيرين وشعروا بالحزن عليهم ولا ألومهم على شعورهم هذا حيث اصبح الحصول على الحقوق هبه يستكثرها الاردنيون على انفسهم والاعتذار من قبل الحكومة على اخطاءها من رابع المستحيلات. والتاريخ المشترك والخبرات السابقة مع الحكومات جعلتنا نستكثر على انفسنا حقوقنا .
أرى في ردود الأفعال على هذا الاستقالة تشابها مع ردود الافعال التي نتجت عند تعيين الرزاز رئيسا للحكومة بعد اضراب الرابع وبعد حكومة الملقي المتغطرسة. حين كان الرزاز في ذلك الوقت شخصية توافقية ومحببة لفئات كبيرة من الشعب الأردني ومن شدة القسوة التي عاملتنا بها الحكومات السابقة شعرنا بأن الرزاز نعمة وهبة للشعب الاردني ونسينا على مر الحكومات أننا لنا الحق برئيس وزارء يستمع لنا ونقبل به لشخصه يذهب الى الميدان ويتفقد الباصات ويستمع للشباب ويتقبل النقد هو ووزراءه ونسينا ان هذه كلها حقوق لا هبات وان رئيس الحكومة و فريقه في خدمتنا وليسوا في حرب معنا! لم يقدم الوزيران استقالتهما طوعا ولو كانت طوعا وادبيا لكانا قد قدماها بعد الفاجعة بيوم او يومين ولكن بعد اسبوع فهي اقالة جبرية.
وبنفس السياق كان من ابسط حقوق الشعب الأردني تشكيل لجنة محايدة للتحقيق في فاجعة البحر الميت وذلك بايعاز من سيد البلاد بدلا من اللجنة التي شكلتها الحكومة والتي تضم المقصرين انفسهم. لا شكر للحكومة ولا تبجيل ولا تأليه لحصولنا على حقوقنا بل علينا ان نتفكر كيف شعر جلالة الملك بالظلم الذي يلحق بالشعب من خلال هذه اللجنة الحكومية و أوعز بتشكيل اللجنة المحايدة.
و أيضا من حق الشعب الاردني الشفافية وحق الحصول على المعلومة وتقرير ديوان المحاسبة الذي فند سوء الادارة والاسراف في المؤسسات الحكومية ماهو الا احد اركان الشفافية التي نستحقها, وعلينا ان نطالب بالتقارير لسنوات سابقة ايضا !
أيها الشعب الأردني العظيم, نحن من يصنع مستقبلنا وها قد رأيتم, ثرتم في وجه الفساد فبدأ التغيير ولو بخطوات بسيطة ولكنه بدأ, اسمعتم اصواتكم ومطالبكم فسمعت. فلا تستكثروا على انفسكم الحصول على حقوقكم عندما تحصلوها. انتم من طالبتم بتغيير النهج فلا تتفاجئوا بتغييره بل استمروا وطالبوا بكل ما أوتيتم من قوة. ارفعوا سقف المطالب والتوقعات من الحكومة ولا تكونوا متواضعين فنحن نستحق الافضل ولا نتراجع ولا نتعاطف عند الحصول على مطالبنا.
التغيير يحصل بسبب الوعي السياسي للشباب الأردني ومعرفته بحقوقه والمطالبة بها واصراره على الحصول عليها وهذا الوعي والمعرفة يقابل بالترحيب والحفاوة من قبل قائد البلاد جلالة الملك فقد رسم جلالته خارطة الطريق لتغيير النهج والاصلاح مرات عديدة والآن جاء دور الشباب الواعي للقيام بدوره والبدء بالتغيير والمطالبة به من على ارض الواقع.
وأخيرا فلنتذكر دائما , اذا نحن يوما اردنا الحياة فلا بد ان يستجيب القدر.